بقلم أياد السماوي ..
كنت واثقا كثقتي المطلقة بالله تعالى ، أنّك يا أبا مصطفى لن تخشى أمريكا ولن تخشى ما ستتسبب به هذه العلاقة مع جمهورية روسيا الاتحادية ، الدولة العظمى المساندة للعرب وقضاياهم عبر التاريخ ، وخصوصا موقفها المشرّف من داعش سواء في العراق أو في سوريا ، وكنت واثقا يا أبا مصطفى أنّ جوابك على سؤال الصحفي سيكون واضحا وصريحا ومباشرا وبدون لفّ أو دوران ، فهل تعلم أيها الشروگي الشهم كم هو مقدار الفخر والعزّة بالنفس التي شعر بها كلّ عراقي بعد تلك الإبتسامة الجميلة والواثقة وتلك ( الكلا ) التي خرجت من فمك وكأنها قذيفة مدفع عيار ١٥٧ ملم أصابت هدفها بدّقة .. والله يا أبا مصطفى أنا فخور جدا وكأي عراقي شعر بالفخر والعز بجوابكم ، ومهما كانت كلمات المديح لهذا الإجابة التي أثلجت صدورنا ، فإنّها لا ترقى إلى تلك الثقة التي عبرّت عنها بقولك ( بالتأكيد لا .. العراق يمتلك قراره الوطني الذي يحدد مساراته وعلاقاته مع الأصدقاء ، ولا نسمح لأيّ جهة أن تملي على العراق من هم الأصدقاء والشركاء ) ، وهل تعلم يا أبا مصطفى أنّك بهذه الإجابة قد وضعت حدّا للغطرسة الأمريكية وإملاءاتها وشروطها المذلَة على العراق في سعيه لإقامة علاقات متوازنة مع جميع بلدان العالم بما فيها أمريكا والغرب ، علاقات قائمة على المصالح المشتركة والاحترام الكامل للسيادة ؟ .. وبرغم معرفتي الأكيدة بأنّك لست من أنصار الانحياز لهذا الطرف أو ذاك من الأطراف المتصارعة ، ومن الداعين لعلاقات متوازنة مع الجميع ، وعدم جعل العراق ساحة للتصفيات السياسية ، إلا أنّ هذا لم يأخذ من عزيمتك في صيانة القرار الوطني العراقي وحق العراق الشرعي في اختيار أصدقائه وشركائه ورعاية مصالحه السياسية والاقتصادية والأمنية .. دمت مبتسما وواثقا دولة الرئيس ..
في ١٤ / ١٠ / ٢٠٢٣