بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
تمركزت حاملات الطائرات الأمريكية في مواقعها الهجومية على مسافة محسوبة قبالة سواحل لبنان، وقبالة سواحل غزة، ويُقال ان لهذه الحاملات النووية قدرات واسعة في جمع المعلومات الاستخبارية، وفي القيام بدوريات داعمة لجيش الاحتلال في غاراته الدموية ضد المدنيين في غزة. وقد تمثل هذا التشكيل العدواني بحاملة الطائرات (دوايت أيزنهاور)، وحاملة الطائرات (جيرالد فورد) في إشارة امريكية واضحة لتحويل الحرب في قطاع غزة إلى صراع إقليمي طويل يعصف بمنطقة الشرق الاوسط برمتها. .
دعونا نتكلم في هذه الحلقة عن القدرات التعبوية للحاملة (فورد) التي تحمل رادارات مزدوجة النطاق (dual-band radar) توفر رؤية شاملة 360 درجة تغطي جميع التحركات الحربية حولها، بما في ذلك المجال الجوي فوقها. ويساعد إسرائيل على مراقبة التهديدات الصاروخية الباليستية المحتملة (بعيدة المدى). لكنها غير قادرة على رصد تحركات الفرسان الذين تسلقوا الاجواء بأجنحة شفافة لن تراها تلك الرادارات حتى لو كانت مجهزة بعيون زرقاء اليمامة. .
تأتي هذه الاستحضارات الأمريكية المكثفة في البحر الأبيض المتوسط على الرغم من عدم وجود تهديدات حقيقية بضربات جوية ضد جيش الاحتلال، بينما ستقوم البحرية الإسرائيلية بتوفير الحماية لتلك الحاملات ضد الهجمات المحتملة بالقوارب الصغيرة. .
تعتمد الحاملة (فورد) على نظام دفاع ليزري متقدم. قادر على إحداث ثقوب في الطائرات المسيرة. وقد تم إدخال أجهزة الليزر، بعد اختبارها لأول مرة عام 2014 لمكافحة أحدث الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت في الصين. وستختبر البحرية الامريكية قريبا صاروخ Hellcat، وهو صاروخ كروز مضاد للسفن عالي الطاقة بالليزر بقدرة 300 كيلووات. .
بات من الواضح ان إدارة بايدن بالغت كثيراً في دعمها المطلق للكيان الصهيوني. واستنفرت اساطيلها البحرية في المتوسط وفي الاحمر وفي حوض الخليج العربي لإثارة الرعب في المنطقة، آخذين بعين الاعتبار ان كل حاملة يعمل على متنها طاقم مؤلف من 4500. ولم ترد أي إشارة من البنتاغون عن المدة التي ستبقى فيها حاملات الطائرات مرابطة في المنطقة. .
أغلب الظن ان بقاءها سيمتد حتى بداية العام القادم على الرغم من حاجتها الماسة للصيانة الدورية، وهناك من يظن ان هذه الحاملات جاءت لتنفيذ سيناريو آخر يختلف عن سيناريو الغارات الموجهة ضد المدنيين في غزة، ويعتقد البعض انها جاءت لاجتياح مناطق واسعة، وإقحام العالم في حرب كونية ثالثة يصعب التكهن بنتائجها الكارثية، وهذه الظنون يؤكدها الهدوء الحذر في الجبهة الاوكرانية، وتؤكدها الحشود البحرية الفرنسية والبريطانية والايطالية والالمانية، التي هرعت كلها في توقيت واحد وانتشرت شرق البحر الابيض المتوسط. .
وسوف نواصل حديثنا عن هذه الحشود البحرية في حلقة قادمة ان شاء الله. .