بقلم:د. كمال فتاح حيدر ..
طرحت الصحافة العبرية حزمة من التساؤلات تبحث فيها عن أجوبة غير متوفرة في جعبة السياسيين. حيث لا توجد لديهم أجوبة وافية عن الخسائر في الارواح والمعدات بعد عملية طوفان الأقصى، ولا توجد إحصاءات رسمية لمبالغ الدعم المالي، ولا للاسلحة والمعدات التي تراكمت في مخازنهم. اما المأزق الذي أوقع نتنياهو نفسه فيه، فهو مأزق الحرب البرية، التي يخطط لتنفيذها دون جدوى، وذلك على الرغم من الطوق البحري وتزاحم السفن الغربية حول غزة. وعلى الرغم من الغطاء الجوي والكثافة الصاروخية. فالمَخرج الوحيد الذي يفكر فيه نتنياهو هو تحقيق الانتصار في الحرب البرية، الذي بات بعيد المنال، فانصبت اهتماماته على مواصلة القصف الجوي بمعدلات غير مسبوقة تزيد على 300 غارة باليوم، تسببت حتى الآن في قتل 7000 من سكان غزة (من مختلف الاعمار). .
تقول الصحافة العبرية انه كلما طالت المدة كلما تعمقت المشاعر الرافضة لبقاء نتنياهو على سدة الحكم، وقد نعتته بعض صحفهم بالغباء والتخاذل والتخبط، بينما ظهر الناطق باسم كتائب القسام متزناً متماسكاً. .
هنالك أزمة أخرى يواجهها الرأي العام داخل الأرض المحتلة، وهي ان عامة الناس صاروا يتابعون المنصات العربية المساندة لغزة، وفقدوا ثقتهم بمنصاتهم المحلية. ثم جاءت تصريحات الأسيرة العجوز (يويخبد) لتعطي صورة مغايرة للصورة التي تنقلها الصحف العبرية عن منظمة حماس. قالت السيدة: ان إسرائيل هي التي كانت تخيفنا بغاراتها المدمرة، في حين كانت كتائب القسام هي التي تعالجنا وتحمينا وتهتم بسلامتنا. وكانت تصريحاتها مقبولة ومسموعة من الجميع. لكنها كانت تسيء لنتنياهو وسياسته الدموية المتهورة. وهكذا انقلب الرأي الإسرائيلي العام ضد القادة الحاليين والقدامى، ثم توسعت رقعة الرفض والاحتجاجات وسط انهيار العملة المحلية. وكانت أحكام الجماهير قاسية جدا ضد نتنياهو والذين سبقوه في الحكم. .
لم تعد الاوضاع الداخلية في اسرائيل مستقرة، خصوصا بعد إرتفاع موجة الاحتجاجات في كل القارات على الرغم من سياسة المنع والتكميم وكبح حريات التعبير التي انتهجتها اوروبا في منع المظاهرات. وليس هنالك ادنى شك ان جميع هذه الظروف والعوامل والمستجدات لا تصب في مصلحة نتنياهو، الذي لن تقوم له قائمة بعد الآن. .