بقلم: قاسم محمد الكفائي ..
الناخِبُ بالوصف العام، هو المواطنُ الذي يحمل همومَ شعبِه ومصلحةَ وطنِه في ثنايا قلبِه وعلى كفِّه، ولا يرى غيرَهما حين يقفُ على صندوق الإنتخاب بمسؤوليةٍ وكأنها مُهمَّة تضعه بين نجدَين، إما أن تُدخِله الجنة، أو تُلقيهِ في النار. هذه المُهمَّة وبهذه الروح تُبعِدُ الناخبَ المتنورَ عن خزعبلات التبعية، طائفيا،عاطفيا ،مناطقيا، وقوميا، أو الشخصنة والقبول بالولائم والهدايا، وترديد (الهوسات) التي يتأثر بها الجاهلون. لقد مرَّت عقودٌ على العراقيين في حياتهم السياسية يسمعون خلالها بمصطلح الديمقراطية وصندوق الإنتخاب، وقد عاشوا الحرمانَ الى حدِّ أن المواطنَ العراقي غير قادرٍ أن ينطقَ بهذه المفردة في الأماكن العامة خشية اعتقاله وإعدامه، ما يعني إستحالة وقوفه على صندوق الإنتخاب في طابورٍ مزدحمٍ بالناخبين (كما نشهدُه اليوم). ومن حسن الحظ أن اللهَ تعالى غمرَ بلطفه هذا الشعبَ بشيء من نعمة الديمقراطية بعد سقوط أعتى نظام دكتاتوري تَمثلَ بحكم صدام حسين البائد. لقد تحقق وعدُ الله للناس من باب أن الأرضَ يرثُها العبادُ الصالحون كنظريةٍ تربّى عليها مجتمعُنا، واستظلَّ بظلها على أقلِّ تقدير في زمن الخوف والبؤس والإنحطاط السياسي. على أيَّةِ حال، النعمةُ الإلهية هذه لم تلقَ مَن يشكرْ صانعَها، ولم ترَ النورَ في نفوس وأفئدة الذين توَلّوا إدارةَ الدولة حين انزلقوا بمتاهاتِ المالِ الحرام وحبِّ السلطة، وقد نسوا مشروعَهم الذي حلموا به لعقود (زمن المعارضة)، ودفعوا من أجله الدمَ والأمان. فما رأيناهُ وعِشناهُ في ظلِّ حكوماتِ ما بعد السقوط كان واقعا مخالفا لقوله تعالى (لإن شَكرتُم لأزيدنَّكم). إنَّ أهميةَ صندوق الإنتخاب تتلازم مع وعي الناخب لا المُنتَخَب الذي لا يرى في ذلك اليوم سوى مصالحه (إلا ما رَحِم ربي). هذه النزعة تلازم الكثيرين ممن ابتُلينا بهم من المرشَحين طوال العشرين عاما المنصرمة، وقد عرضوا أنفسَهم على الناس أنّهُم أصحابُ كفائاتٍ وخبراتٍ مدعومةً بشهاداتٍ مزوَّرةٍ لا قيمة لها حتى في سوق (مريدي)، غيرَ أنّهم مدعومين من كتلهم والأحزاب السياسية بدوافع الإستحواذ على السلطة والمال دونَ اكتراثٍ بهموم المواطن ولا مستقبلِ الوطن. لقد شهد العراقُ في هذه المرحلة إنتكاساتٍ خطيرةً بمجتمعِه واقتصادِه وسياساتِه وخيراتِه، وفي ثقافتهِ وِمعتقدِه حتى حَسِبَه المجتمعُ الدولي (أرضا مَيِتة). هذا الوصف لبلدنا يمكن القول أنه وصفا دقيقا نحن قد صنعناهُ حين غابت عن أذهاننا أهميةُ الإنتخاب النزيه، ومعنى النتائج الممسوخة التي يقفز فيها القردُ على الغزال، فيتأخر ذو المهنية العالية، والنزاهة في مواقع العمل، ويتقدمُ الجاهلُ والمزوِّرُ الخالي الوُفاضِ من أيِّ برنامجٍ ينتفعُ به الناس، سوى أنه خطَّطَ بجهلِه وبدعم حزبِه لمصالحِه الخاصة من اليوم الأول الذي تحرَّك فيه باتجاه ترشيحه، وعندما يظهر على الناس أحيانا يُصورُ نفسَه أنه ذو شأن عظيم، لكنه يتخبط بجهله في عمله، بعشوائية مُدمرة كانت نتائجها تعطيل، أو ترهل جميع مؤسساتِ الدولة، ثم تراجع الحياة العامة لدى الناس. فيما تقدم تعرَّفنا ولو بإشارة سريعة على السبب الحقيقي للإنتكاسة التي واجهتنا كشعب ومؤسساتِ وتبعات هذا التراجع الذي انعكس سلبا على حياة المواطن، وقد تمثل بحالة اللاوعي والغفلة لدى الناخب العراقي الذي فضَّل فيها قيمة (بطانية أو مروحه) يمنحها حزبٌ أو كتلة على مصالح وطنه العليا بغرض سرقة صوته لجهة سياسية لا تستحقه. فالوعي السياسي الذي تجلّى في مجتمعتنِا بعد سأمهِ والقنوط يكون عادة نتاج التجارب الخاطئة التي ارتكبتها الأحزاب السياسية وارتضاها المواطن العادي بوهمه وثقته المغلوطة بالأحزاب على نمطٍ طائفيٍّ ومناطقي كما أسلفنا. في هذه المرحلة الإنتخابية القادمة التي ستجري فيها الإنتخاباتُ المحلية (إنتخاب مجالس المحافظات) في 18ديسمبر القادم بالعراق (قد يتغير موعد الإنتخاب في هذا الوضع المضطرب، ليبقى معنى ما طرحناه ثابتا ولن يتغير) نأمل أن ُتشكل مُنعطفا وطنيا رائعا، مختلفا عن تلك التجارب البائسة فيكون فيه الناخبُ عارفا بمسؤوليتهِ دون تأثير خارجيٍّ تحرِّكه العناصر الضحلة تلك، التي تفتقر الى الوطنيةِ والنزاهة. إن نجاحَ عملية البناء الوطني تتحقق بصعود أصحاب الكفاءات المخلصين الذين ينتمون الى الوطن قمةَ الهرم في الدولة ليبقى في هذه الحالة الإنتهازيون والفاسدون والتابعون في أسفله غيرَ مؤثرين ولا فاعلين كي تُمنح الفرصة للمخلصين في ممارسة دورهم الذي منحه الشعبُ لهم عَبرَ انتخاباتٍ نزيهةٍ صحيحة. ومن أصعب المهام التي ستواجه هذه النخبة هي مهمة البناء الثقافي في شخصية الإنسان العراقي، والقضاء على الفاسدين في كل وزارة ومؤسّسة، وفي مشاريع العراق كافّة. في هذا المقال سأكون مضطرا أمام القارىء الكريم أن أجدَ الوسيلة التي أُثبِت بها وبوضوح حريتي المطلقة في الكتابة، إستقلاليتي في الحياة السياسية، ولم أتعامل يوما بمصلحة شخصية مع المرَشّح الذي وجدتُ فيه الشخصية المناسبة لانتخابه لو دخلتُ مركز الإنتخاب مع الناخبين، علما بأني خارج وطني (العراق) منذ أربعين عاما تقريبا وأعيش في دولة كندا منذ أكثر من 30 عاما ، لكنني لم أعيش قريبا على أخبار وطني طيلة حياة الإغتراب. هذه الوسيلة بقدسيتها، أشهدُ اللهَ فيها على ما أقول أن الدافع الحقيقي هو مصلحة العراق والإنسان العراقي، ومستقبل الأجيال القادمة. وكما أسلفنا أن النخبة من أهل الكفائات المخلصين هم رواد البناء والإعمار، وهم اليد الأمينة لأخذ البلاد والناس الى بر الأمان فكان منهم المهندس، والمهني (عامر عبد الجبار إسماعيل) فهو رجل المرحلة التي تفرضه علينا نحن كعراقيين حين ننشد أن نرى بلادنا عامرة، وأموالَنا محروسة. كفانا تعبا وهمّا وضَياعا في عشوائيات الجاهلين. تربطني بالسيد (عامر) عَبر القارّات آهاتُ وطن، ووعيُ المواطن دون أن ألقاه يوما على مأدبةٍ ولا حتى مصافحة باليد، لكن تجاربي في هذه الحياة الصعبة ومتابعاتي هي التي دلتني عليه، وإني مازلتُ عند قسمي المقدس… أُشهِدُ الله. (تجمُّع الفاو زاخو) هو من روائع خطواتهِ يريدُ منه حفظَ جغرافية العراق من أقصى جنوبهِ الى أقصى شمالهِ، ووسيلةً يطرح من خلالها مشروعَه الكبير، يعمل على تطبيقه بمهاراتٍ عرفها وأتقنها خلال مسيرتهِ العلمية والعملية في داخل العراق وفي دول أخرى من هذا العالم الواسع. إنني أدعو أهلي العراقيين الى ترشيحه كقيمةٍ وطنيةٍ ومهنيةٍ عالية، ويدٍ تحملُ المطرقة وكلَّ أدواتِ البناء، ليس فيها بطانية ولا عشرة آلاف دينار يدفعُها للناخب ثمنَ كرامتِه. إنه السيد عامر عبد الجبار إسماعيل، أمين عام تجمع الفاو زاخو رقم القائمة 112- تسلسل 1.
قاسم محمد الكفائيtwitter…@QasimM1958