بقلم: جعفر العلوجي ..
( الأولمبية لا تهمش بمزاجية مطلقة )
السر في سمو الرياضة ومنافساتها وجماهيريتها يكمن بمفهومها الأساسي وإنسانيتها وشكلها الجميل الذي يضعها في القمة، وبلا شك لو تشوه هذا المفهوم فإنها ستكون النقيض من ذلك تماما ولا يمكن عدها او الاعتداد بها، ولكي نكون أكثر وضوحا وندخل الى لب الموضوع نتطرق الى الآتي:
قبل أيام استقبل رئيس الوزراء أصحاب الإنجاز الآسيوي بحضور رئيس اللجنة البارالمبية ونائب رئيس اللجنة الأولمبية، وكما تناهى الى مسامعنا فإن دولة الرئيس كانت لديه ملاحظات على عمل اللجنة الأولمبية وطالب بإعادة حساباتها ولا ضير في ذلك طبعا ومن المهم جدا أن يكون النقاش والطرح بوجود من يعنيهم الأمر بشكل مباشر ولكن المستغرب في هذا اللقاء عدم دعوة رئيس اللجنة الأولمبية لهذا التكريم رغم أن من وجه الدعوات كان متعمدا بعدم توجيه الدعوة للكابتن رعد حمودي بشكل واضح لا لبس فيها إطلاقا وهذا الإجراء لا يتسم بالحكمة أولا ومقصود تماما باتجاه إيصال صورة غير طيبة عن الكابتن لرئيس الوزراء.
نعم هناك أخطاء لا يمكن إنكارها إطلاقا ودسائس وتشويه متعمد للصورة عن عمل الأولمبية، وكأنها المسؤول الأول والأخير عن هذه الأخطاء على الرغم من أن قانون ٢٤ منح الصلاحيات الكاملة للاتحادات الرياضية فنيا وماليا وإداريا وغير مسموح للأولمبية أن تتخذ قرارات تجاه الاتحادات الفاشلة، وهنا يكمن جوهر المشكلة والتعقيد نحو الإصلاح بأيدٍ مغلولة تماما، ولا بد لنا أن نذكر بأن أهم المطبات هو ابتعادنا عن الوسام الأولمبي منذ وسام المرحوم عبد الواحد عزيز، إذ تعاقبت حكومات متعددة على العراق وبقينا ٤٣ عاما والعراق بعيد عن الوسام، نعم لا ننكر اليوم أن الدعم المالي جيد ولكن البنى التحتية الرياضية التي تؤهل الرياضي وهي الأهم مفقودة مع ذلك الصرف الباذخ على وزارة الشباب بمئات المليارات وما زالت منشآتها عبارة عن أوكار عسكرية لم يستفد منها الرياضيون ولا الاتحادات إطلاقا لأمور متشعبة كثيرة ، فكيف نحصل على الوسام ؟ وقد غابت آليات الحصول عليه وبقي الأمر رهينا لدى الأغلب في الحصول على الكرسي والتشبث به وكيف نحصل على الوسام ؟ والبعض يتعامل بلغة طائفية في العمل الرياضي وجلب الشخص غير المناسب الذي يفرق ولا يقرب حتى أضحت الوزارة بواد والأولمبية بواد آخر كما أن البعض استحوذ على عدة مناصب رياضية في آن واحد وصار المقرب الأول من مركز القرار وبيده مقاليد العمل وهو لا يفقه شيئا بالرياضة وقد غيب التخطيط والعمل المنهجي العلمي واستمر بالمجاهرة علنا بالتهديد والوعيد وتقريب المنافقين والمتزلفين الى الحد الذي يبعد فيه رئيس اللجنة الأولمبية ولا يسمح له بمقابلة رئيس الوزراء .
دولة الرئيس بما أنك داعم مباشر للرياضة فلا بد أن تصلك فكرة أن الرياضة اليوم صارت ميدان حرب مناصب وليست بالاستحقاق والحصول على الإنجاز إنها اليوم مهنة المال والجاه والمشيخة والمحسوبيات والعوائل الوارثة وضاعت بين أصحاب القلوب المريضة والعاشقة للكرسي ، الرياضة تستغيث وتحتاج الى علاج جذري تحتاج الى اجتاث الماضي والحاضر وزرع بذور شريفة أساسها حب الوطن لا التخاطب مع البعض بلغة الفائدة والإثراء على حساب تشويه صورة العراق والتدخل بشأنه الداخلي من قبل الآخرين من خارج الحدود كما يجري حاليا والتدويل في الأزمات على المحاكم الدولية الرياضية يجري على قدم وساق ، ولم يعد من مغيث ومنقذ بعد الله غيرك لتزيل الغشاوة وتنظر الى عالم الرياضة بعينين منفتحتين وليس من ثقب الباب او كما يريد لك البعض أن تنظر إليها .