بقلم: كمال فتاح حيدر ..
كان لابد من مناقشة تصاميم المشروع الجديد مع جناب الوالي في جزيرة القشامر بحضور الفريق الهندسي القادم من كوكب اليابان. لا مكان لوضع التصاميم فوق الطاولة فقد احتشدت فوقها باقات الزهور البلاستيكية، واطباق الفاكهة، وعلب الجكليت، واكداس البرتقال. بدأنا الاجتماع بتناول الرمان. كان الوالي شارد الذهن، عصبي المزاج. اعتدل في جلسته وقال: لقد اكتشفت اليوم ان البقرة هي الهايشة. ما شاء الله. عبقرية نُحسد عليها. لم استطع ترجمة اكتشافاته البقرية وتوجهاته الهندوسية حتى لا يصل الخبر إلى ناريندرا مودي. فانتهى الاجتماع من دون التوصل إلى توصيات نافعة. . .
حاولوا اقناعنا منذ سنوات ان الحزب المتنفذ في مدينتنا هو حزب الأخيار، وان الحزب المتنفذ في المدينة المجاورة هو حزب الأشرار. . ثم اكتشفت بعد مدة أن أعضاء اللجان العليا في الحزبين المتنافرين يجتمعون سوية، ويسهرون ويلعبون القمار حتى الفجر في الملهى الليلي القريب من النهر، وانهما يرتبطان بالمحفل المركزي المكلف بتنظيم اجتماعات الاحزاب في عموم المنطقة. .
اوصى الثعلب أولاده بسرقة دجاجات كل البيوت في جزيرة القشامر لكنه منعهم من الاقتراب من بيت رئيس الحزب الحاكم. .
سأله اولاده: لماذا استثنيت بيت رئيس الحزب ؟. .
قال: إذا سرقتم دجاجة واحدة من بيته فانه سوف يصدر فرماناً يقضي بنفي الثعالب وبناة آوى من الجزيرة . .
كان جناب الوالي من اشد المعجبين بعبقرية ابنه المبكرة. فحرص على متابعة تفوقه الدراسي بعد اجتيازه امتحانات الدور الثالث في الاختبار النهائي وبمعدل 50 من 100. وهو الآن في مرحلة الحصول على الشهادات العليا في كل المجالات من جامعات التمويل الذاتي المؤمنة بنظرية النجاح على قدر الاموال المدفوعة. .
حصل مستشار الوالي في عام واحد على شهادة البكلوريوس بالقانون، وشهادة البكالوريوس في العلوم السياسية، وشهادة البكالوريوس في ادارة المشاريع، وشهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية. حصل عليها كلها في عام واحد وهو خارج العراق، وبعلم الغمان المتنفذين في جزيرة القشامر. .
عندما يمسك بالقلم جاهل وبالبندقية مجرم وبالسلطة خائن يتحول الوطن إلى غابة لا تصلح لحياة البشر