بقلم: كمال فتاح حيدر ..
مجازر دموية متكررة ترتكبها خسرائيل تحت عنوان قص العشب أو جز الأدغال. يطلقون عليها بالإنجليزية mowing the grass، أو mowing the lawn. فقد وصلت التوجهات الدموية لدى الكيان المحتل إلى القيام بحملات التطهير العرقي من وقت لآخر لقتل اكبر عدد ممكن من شباب فلسطين بسبب أو بدون سبب. ويسمونها أحيانا: (إستراتيجية البستاني). فكانت تقوم بحملات أمنية وعسكرية للقضاء على الناشطين قبل أن يتمكنوا من تنظيم أنفسهم والقيام بهجمات مسلحة. .
لقد تبنت خسرائيل خطوات البستانى، وكانت هي التي تختار الزمان والمكان فتعود إلى قص العشب، لينبت من جديد، في عملية دورية، لا تمنع من نمو العشب ثانية، وبالتالي فان هذه الإستراتيجية لم تحقق أهدافها كاملة. ولم تمنع من تطوير القدرات العسكرية لكتائب القسام، ولم تمنع من تحول حماس إلى تيار متشددة. .
وأثبتت الوقائع فشلها. بدليل تزايد قوة كتائب القسام، وقوى المقاومة الأخرى. وهذا يفسر محاولات خسرائيل لمحو قطاع غزة بالكامل، أو اغراقها في البحر نزولاً عند رغبات إسحق رابين، الذي تمنى أن يصحو من النوم ويرى غزة غارقة في جوف البحر. لكن احلامه لم تتحقق، وتحولت غزة إلى أيقونة للمقاومة. .
ربما ادركت خسرائيل الآن ان حروبها ومجازرها لن توفر لها الأمن والاستقرار، بل تسببت في تصاعد الاحتجاجات الشعبية والدبلوماسية ضدها حول العالم، فلم تعد فوق النقد حتى في قلب العواصم الأوروبية، بينما تزايدت شعبية المقاومة، بل رأينا أعلام فلسطين ترفع في كل شوارع المدن الكبرى حول العالم وفي الساحات والملاعب والصالات. وهذا يعني فشل حملات القص والجز ، فقد تسامق العشب وأورق وأثمر وتجذر وانتشر. .
كانوا يظنون ان حماس في حكم المنتهية. لكنهم يقفون الآن حائرين مذهولين امام قوتها، فقد تغيرت معادلات القوة وتبدلت، واتسعت دائرة الدعم الدولي لحماس من تركيا وايران وقطر واليمن والعراق. .
ومع ذلك ظل السلوك العدواني لخسرائيل يعكس رغبتها في تنفيذ سياسة جزّ العشب، خوفًا من تحول المقاومين إلى قنابل موقوتة يعملون من خلالها على تنفيذ عمليات في العمق المحتل خلال الفترة المقبلة. وبات واضحا انها لن تتعلم من تجاربها الفاشلة. وانها ستجني على نفسها إن عاجلاً أو آجلاً. . .