بقلم: كمال فتاح حيدر ..
(النيلي): سرايا يهودية خبيثة تأسست أول مرة في مدينة القدس عام 1915. أي قبل تأسيس الكيان الصهيوني نفسه. وكانت وظيفتها مقتصرة على تقديم الدعم السري للقوات البريطانية بهدف الإطاحة بدولة الخلافة العثمانية. ومفردة (NILI) أو (نيلي) مقتبسة من الحروف الأولى للعبارة العبرية الواردة في سفر صموئيل الأول: (نتساح يسرائيل لو يشاكر). وتعني: (إسرائيل باقية إلى الأبد). ثم اشتركت هذه السرايا المستذئبة في سلسلة من الاغتيالات، وتوسعت نشاطاتها الإجرامية في كل القارات. وكان لها الدور الفاعل عام 1972، عندما نفذت حملة اغتيالات في أعقاب القتل الجماعي لـ 11 رياضياً ومدرباً إسرائيلياً خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في ميونيخ. وشاركت أيضاً في اغتيال ما لا يقل عن 22 عضواً من منظمة التحرير الفلسطينية، ومنظمة (أيلول الأسود) المتهمين بالتورط في عملية ميونيخ. .
لكنها تحولت الآن إلى منظمة متوحشة تابعة لجهاز الشاباك. متخصصة بتعقب رجال المقاومة الفلسطينية وتصفيتهم جسدياً حيثما يتواجدون بمساعدة العملاء والخونة والمرتزقة، وبدعم من عصابات محمود عباس. .
والشيء بالشيء يذكر: يمتلك جهاز الموساد وحدة سرية من العملاء الخاصين، تُعرف باسم (كيدون) Kidon. وهي مفردة عبرية تعني الحربة، أو رأس الرمح. متخصصة بقتل العلماء العرب والمسلمين الذين يعملون في تطوير برامج الأسلحة النووية، واشترك عملاء هذه المنظمة باغتيال الناشط الفلسطيني وديع حداد عام 1978 عن طريق تسميم معجون الاسنان، وعن طريق تناوله بعض الشوكولاتة البلجيكية التي قدمها له صديق من المقربين إليه. وحاولوا اغتيال خالد مشعل في عمان عام 1997، وكانوا وراء اغتيال المهندس النووي الإيراني داريوش رضائي نجاد، الذي قتله مسلحون على دراجة نارية بعد أن اصطحب أحد أطفاله من المدرسة في طهران عام 2011. واغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، الذي اغتالوه عام 2020. .
يبدو ان حالة الخوف والقلق المسيطرة على عقول قادة الأجهزة الامنية في الأرض المحتلة دفعتهم إلى اعتقال أكثر من 330 فلسطينياً في الضفة الغربية بتهمة التعاون مع كتائب القسام. بمعنى ان المداهمات والاعتقالات وقعت خارج قطاع غزة، وبعلم السلطة الفلسطينية، ضد أشخاص لا علاقة لهم بحماس . .
لسنا مغالين إذا قلنا ان مهمة سرايا (نيلي) ستكون أسهل من أي وقت مضى بسبب هذا الكم الهائل من الانذال والذيول والسفلة المتعاونين مع الشياطين والأبالسة. .
ختاماً: ربما تتذكرون كيف أحكم الأسبان حصارهم على طليطلة لأكثر من سبع سنوات، ثم اضطر قادة طليطلة للاستسلام في نهاية المطاف بعدما انهكهم الجوع، فسألهم الأسبان:
- ما دمتم ستستسلمون فلماذا صبرتم كل هذه السنين على الحصار ؟.
- قالوا: كنا ننتظر المدد من إخواننا ملوك الطوائف. .
- فقال الأسبان: كان اخوانكم ملوك الطوائف معنا في الضغط عليكم. .
فما أشبه الليلة بالبارحة. . .