بقلم: كمال فتاح حيدر ..
مشروع خبيث تبنته شركتا جوجل وأمازون منذ عام 2021 لكن نشاطاته توسعت وتعمقت وعاد إلى المواجهة الآن مع تصاعد وتيرة الحرب المعلنة على غزة. .
جاءت ولادة المشروع في بداية الأمر على شكل عقود أبرمتها جوجل وأمازون مع وزارة الدفاع الأمريكية، وهيئة الهجرة والجمارك (Ice)، وإدارات الشرطة الفيدرالية في الولايات المتحدة. وتضمن المشروع إبرام عقود ثانوية مع إسرائيل بقيمة 1.2 مليار دولار لتزويدها بمعلومات وتقنيات خطيرة عن العرب بشكل عام والفلسطينيين على وجه الخصوص، فحصلت على 3 مراكز للبيانات يستهلك كل منها 16 ميغاواط من الكهرباء. وحصلت على تقنيات التعرف على أصوات الناشطين الفلسطينيين ووجوههم، وإمكانية التقاط الصور ثم مطابقتها مع قواعد البيانات الاستخبارية لتسهيل عمليات التتبع والملاحقة عن طريق الوجوه، بما في ذلك التعلم التلقائي للمراكز نفسها. فتسبب المشروع في مقتل ما يقرب من 250 فلسطينيا في عام 2021 وحده. أما الآن فلا توجد لدينا احصائية دقيقة لقوافل المعتقلين الذين ساقتهم إسرائيل إلى السجون والمعتقلات. .
وهذا يعني إن مشروع (Nimbus) جعل الإدارة الإسرائيلية أكثر ضراوة وفتكاً بالفلسطينيين، وفتح لها المزيد من النوافذ والمراصد الخفية لمراقبتهم وجمع البيانات غير القانونية عنهم من دون أن يعلموا. .
الأمر الذي دفع العاملون في الشركتين إلى تقديم لائحة احتجاجية. قالوا فيها: (نحن نؤمن بأن التكنولوجيا التي نبنيها يجب أن توفر الخدمات للناس، وترتقي بهم في كل مكان ولكل المستخدمين. ولما كنا مكلفين بالحفاظ على استمرارية العمل الآمن، فإننا ملزمون أخلاقياً بإعلان احتجاجنا ضد انتهاكات القيم الإنسانية. ولهذا السبب، نحن مضطرون إلى دعوة قادة أمازون وجوجل إلى الانسحاب من مشروع نيمبوس، وفسخ العقود المبرمة مع الجيش الإسرائيلي). وقد تفجرت الاحتجاجات قبل بضعة اشهر في مؤتمر Google Cloud المنعقد في سان فرانسيسكو، حيث عبّر المنتقدون عن شجبهم للعقود التجسسية المبرمة مع الجيش الإسرائيلي، وطالبوا بتكثيف الضغوط على قادة الشركتين، ومنعهم من كشف اسرار المستخدمين. . ووعلى هذا السياق تجمع مئات المتظاهرين في مكان انعقاد مؤتمر Google Cloud Next السنوي. ورفعوا لافتات كبيرة كتبوا عليها: (مشروع جوجل نيمبوس يغذي الفصل العنصري الإسرائيلي). .
الغريب بالأمر ان المتحدث باسم Google Cloud قال لمجلة Wired في سبتمبر 2022: (إن الشركة تدعم بفخر الحكومة الإسرائيلية، وقال أيصاً: إن النقاد أساءوا تمثيل مشروع Nimbus. وأن العقد سيوفر للجيش الإسرائيلي إمكانية الوصول إلى بيانات المعارضين). .
وبالتالي فان الفلسطينيين الذين يستخدمون شبكة جوجل اصبحوا خاضعين من حيث لا يعلمون لمراقبة إسرائيلية مشددة، وان شبكة جوجل هي التي تتجسس عليهم لصالح إسرائيل. .