بقلم: كمال فتاح حيدر ..
لما كان الحاجز الحدودي الفاصل بين غزة وسيناء هو حاجز (مصري – فلسطيني) 100%، فما الذي يمنع عودة 30 الف مصري إلى ديارهم عبر معبر رفح ؟. ومن هي القوة المسيطرة التي تتحكم الآن بالمعبر، وترفض عودة المصريين إلى ديارهم ؟. .
تعددت الأجوبة وتقاطعت وتداخلت حتى ضاع الخيط والعصفور من دون يرى المحتجزون بارقة أمل تضمن لهم العودة سالمين غانمين. .
يقول المتحدث باسم الخارجية المصرية (احمد ابو زيد) في اتصال مع قناة مصر mbc: (ان مصر وحدها هي المسؤولة عن إجراءات عودة المصريين، ولا وجود لأي طرف آخر). لكنه قال أيضا: (أن مكتب التمثيل المصرى لدى السلطة الفلسطينية فى رام الله هو الذي يتلقى أسماء المصريين الراغبين فى العودة إلى أرض الوطن، حيث يتم إعداد كشوفات تفصيلية بها لموافاة السلطات المصرية المعنية بها تمهيداً لتسليمها للقائمين علي معبر رفح الحدودي من الجانبين المصرى والفلسطينى لتسهيل عملية عبورهم من قطاع غزة إلى الأراضى المصرية). .
بمعنى آخر: يتعين على المواطن المصري ان يتقمص شخصية سوبرمان أو الرجل الوطواط، ويطير بجناحيه من غزة، ثم يخترق الاجواء المزدحمة بالصواريخ والملتهبة بالنيران، ثم يتوكل على الله ويهبط في رام الله لكي يسلم أوراقه إلى مكتب التمثيل الذي تفصله عن غزة مسافة 83 كيلومترا. . الحقيقة ان التسليم بالأمر الواقع، وتسليم أوراق الرحيل والترحيل إلى عزرائيل أسهل مليون مرة من تسليمها إلى مكاتب الموساد في إسرائيل. .
وبالتالي فان كلام الخارجية المصرية كان ترجمة رسمية لكلام النائب السابق سمير غطاس، الذي صرح بأن جوازات السفر المصرية تُرسل أولاً من غزة إلى السفارة المصرية في رام الله، التي تقوم بدورها بإرسالها إلى السلطات الإسرائيلية للتأكد من عدم انتمائهم لحماس أو الجهاد الإسلامي أو جماعة الاخوان. .
أي ان الأمن الاسرائيلي صار هو المتحكم العملي والفعلي بتحركات المصريين من والى غزة عبر معبر رفح. ولا سلطة للحكومة المصرية على تحركات القادمين والمغادرين. وان الحل والربط بات بيد حكومة (تل ابيب). وان مصير 30 الف مصري اصبح بيد نتنياهو وجماعته. .
ولله في خلقه شؤون. . .