بقلم: كمال فتاح حيدر ..
ينبغي ان يكون السؤال هكذا وبكل وضوح وشفافية: أيهما اكثر تفاعلاً وتضامناً مع القضايا العربية ؟. هل هو البرتغالي أنتونيو مانويل دي أوليفيرا غوتيريش ؟، أم الغفير ابو الغيط ؟. . وأيهما المكلف بحل الأزمات العربية ؟. هل هو الأمين العام لهيئة الامم أم الأمين العام للجامعة العربية التي لا تجمع ولا تنفع ؟. .
ربما لا تعلمون ان أمين عام جامعتنا يتقاضى شهرياً 75 الف دولار، ناهيك عن أبواب الصرف المفتوحة لتغطية تكاليف الضيافة والهدايا والسكن والسفر والعلاج والنثريات البرمكية غير المنظورة. اما غوتيريش فيتقاضى 23 الف دولار فقط لا غيرها. وبالتالي فان راتب ابو الغيط اكثر من ثلاثة أضعاف راتب غوتيريش، ومسؤوليات ابو الغيط اقل بكثير من مسؤوليات غوتيريش. وشتان بين نشاطات الامم المتحدة ودورها الفاعل في كل القارات، وبين سبات جامعتنا في كهوف الخمول والتعفن، حيث تدفن نفسها منذ عقود في توابيت موميائية متحجرة. ومع ذلك انبرى غوتيريش وحده للكارثة الإنسانيةالتي يواجهها سكان غزة، وطالب بتفعيل المادة 99 من الميثاق التأسيسي للأمم المتحدة، والتي تخوله صلاحية تنبيه وتحذير مجلس الأمن من الكوارث الإنسانية التي يرى أنها قد تهدد السلم والأمن الدوليين. فوجه رسالته بمنتهى الشجاعة إلى مجلس الأمن بشأن الحرب الإسرائيلية غير العادلة على قطاع غزة، محذراً من تداعياتها ومخاطرها على مستوى العالم، ومحذرا من وقوع كوارث إنسانية لاحقة باتت تهدد حياة النساء والشيوخ والأطفال في القطاع. ومن دون ان يذعن لتهديدات اللوبي الصهيوني، ومن دون ان يتردد في موقفه الثابت، فقال كلمة الحق في مواجهة القوى الغاشمة الداعمة لحملات التطهير العرقي والإبادة الجماعية. آخذين بعين الاعتبار أن تفعيل هذه المادة هو جرس الإنذار الحاسم لتنبيه العالم كله إلى ما آلت إليه الأوضاع البائسة في قطاع غزة الواقع تحت القصف والحصار والدمار، وبالتالي يتعين على مجلس الأمن تبني قرارات فورية لوقف إطلاق النار، والحد من الدعم الحربي الأميركي للغارات الإسرائيلي الهمجية. .
المحزن في هذه المقارنة ان (ابو الغيط) هو الذي وصف الفصائل الفلسطينية المسلحة بالارهاب، على الرغم من انه كان يرى بأم عينه قوافل الشهداء والجرحى الذين راحوا ضحية الأرهاب الصهيونى، الذي تؤيده أوروبا وأمريكا بكل ثقلها الحربي. وكان ابو الغيط يرى كيف جاءت الأساطيل كلها لتدمير اهلنا الذين لا حول لهم ولا قوة. فيضج غوتيريش بالتنبيه والتحذير والصياح بينما يلوذ (ابو الغيط) بالصمت خوفا وفزعا من نتن ياهو. .
من بعيد كان النائب السابق في البرلمان البريطاني كريس وليامسون يذرف الدموع على منظر جثث الأطفال الرضع متحللة في مستشفى النصر بغزة. ويقول: (يجب تفكيك إسرائيل بالكامل، ويجب محاسبة السياسيين البريطانيين الذين يؤيدون هذا الكيان الشرير). .
أما نحن فينبغي ان نرفع أصواتنا للمطالبة بتفكيك الجامعة العربية وانهاء دورها المتخاذل. لكن الخطوة الاولى ينبغي ان تتمثل بطرد ابو الغيط من منصبه، وانهاء خدماته على وجه السرعة. لأنه لم يبلغ سن الرشد الوطني رغم تجاوزه العقد الثامن من العمر. ولا يصلح للعمل بوظيفة بواب في بناية الجامعة. . .