بقلم: فراس الحمداني ..
بعد إدلائه بصوته في الإنتخابات المحلية قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إنه أدلى بصوته لمن يستحق . وقال لي صديق مثقف وصحفي معروف إنه لم يشارك في عدد من الدورات الإنتخابية بل إنه رشح في إنتخابات مجلس النواب عام 2018 ولم يصوت حتى لنفسه وحقق أصواتاً عالية ، ولكنه في إنتخابات مجالس المحافظات الحالية قرر التصويت لمرشح بعينه وحرص على تحديث بياناته في سجلات مفوضية الإنتخابات وسعى لإستلام البطاقة البايومترية وذهب مبكراً للمركز الإنتخابي القريب من منزله وصوت لمرشح يستحق بعد أن راقبه لسنوات طويلة حيث عمل عضواً سابقاً في مجلس بغداد وعرف بالنزاهة والإخلاص ولم تمتد يده لمال أو منفعة ولم يغير رقم هاتفه وكان حريصاً على التواصل مع المواطنين من مختلف المناطق يلبي لهم رغباتهم ومصالحهم وحاجاتهم دون ملل أو كلل أو طلباً لمنفعة وركز على تقديم الخدمات والسهر على تنفيذ مشاريع صغيرة وكبيرة خدمية في مجال الماء والكهرباء والصحة والتربية والرياضة والمجاري والطرق وسواها من عناوين خدمية طوال تلك السنوات التي مرت وبقي يسكن في منطقة شعبية ولم يتخذ تدابير أمنية يمكن أن تسبب إزعاجاً لأحد بل ولم يلحظ عليه أحد أنه كان يتخذ تلك الإجراءات مطلقاً ويمارس حياته اليومية كأي إنسان عادي .
الإنتخابات ضرورة والبقاء في المنزل هو إعلان ولاء للفاسدين وتجديد الشرعية لهم ، لأنك حين تبقى في المنزل فسيذهب صوتك لمن لا يمثلك وسيخرج عدد من الناخبين المؤيدين لأحزاب تقليدية ، وطالما أن النظام القائم لا يعجبك فإنك يجب أن تصوت لكي تدفع بأناس صالحين لإدارة الدولة ولا تترك الفرصة للذين يوالون الأحزاب والجماعات السياسية ، فالحضور الإنتخابي وإنتخاب الشباب وأصحاب الأفكار الجديدة حتى مع إنتمائهم لقوائم تقليدية سيؤكد ظهور جديد لفئات جديدة وحيوية ومهمة خاصة وأن أغلب المرشحين يعرفون ماذا يريد منهم المواطنون الذين يعانون من تردي الخدمات وهذه الخدمات معروفة ويطالب بها الناس وتحقق منها شيء يسير ، ولكن إختيار ممثلين جيدين في مجالس المحافظات سيوفر فرصة جيدة لتحقيق تلك المطالب من خلال أعضاء يفهمون معاناة جمهورهم الذي يريد التغيير ويريد الذهاب إلى المستقبل بشكل جديد وروح جديدة متوثبة للحصول على الحقوق والحياة الكريمة الحرة في ظل ظروف جيدة خاصة مع الإستقرار الأمني والسياسي والحراك الإقتصادي والإنفتاح الدولي على العراق في مجال الإستثمار والعلاقات المتبادلة بين بغداد ومختلف العواصم المختلفة .
لذلك فالفرصة قائمة والأمل معقود على الأجيال الجديدة الشابة التي عرفت ظروف المحنة والمعاناة والإرهاب والطائفية والفساد ولا سبيل إلى التغيير إلا من خلال السعي الحثيث لصناعة أمل جديد ، فنحن شعب أغلب أبنائه من فئة الشباب ، وتعلم القوى السياسية الفاعلة أن الشباب هم الأمل وهم الذين يعملون على التغيير ، ولذلك حاولت تلك القوى الحصول على دعم الشباب وضمهم إلى قوائم إنتخابية مختلفة وهذا دليل على شعور تلك القوى أن العراق يتغير والشعب العراقي حر ومتحفز ويريد الخروج من دائرة الفساد والتبعية إلى فضاء أوسع وأرحب حيث الحياة الطيبة والعمل والإستثمار والشراكة والتسامح والمحبة والعيش المشترك ونبذ العنف والتطرف ، وكل ذلك لا يتحقق إلا مع وجود عمل جاد ومخلص من أجل تغيير الوضع السائد والشروع ببناء جديد للدولة والمجتمع والثقافة . أختر جيداً لكي لا تندم . Fialhmdany19572021@gmail.com