بقلم: كمال فتاح حيدر ..
تأسست جامعة ادنبرة قبل تأسيس كيان الدولة المحتلة بنحو 365 سنة، أي قبل ولادة كبير الصهاينه الذي علمهم السحر (تيودور هرتزل) بنحو 277 سنة. وهي الآن تتقدم باعتذارها إلى الفلسطينيين كافة، بوثيقة (غير رسمية) لكنها وثيقة دامغة، تطرح فيها حزمة من الحقائق المبنية على الوقائع العلمية والتاريخية والسياسية، وتنسف فيها مقومات بقاء الكيان المسخ، وتعيد الحق إلى أصحابه، وتحرج القوى الدولية الغبية اللاهثة وراء سراب التوسع الصهيوني، وتصحح المفاهيم المغلوطة لدى الرأي العام العالمي من خلال تسليط الأضواء على الحقائق المغيبة. .
لقد تأسست هذه الجامعة الاسكتلندية العريقة عام 1583 وعمرها الآن 440 عاما. يعمل فيها 6,195 استاذاً، و 6,324 عاملاً وموظفاً. وتحتل المرتبة السادسة كأفضل جامعة في أوروبا حسب تصنيف أفضل الجامعات العالمية في الولايات المتحدة، والمرتبة السابعة في أوروبا حسب تصنيف تايمز للتعليم العالي. وبالتالي يتعين على قادة الاتحاد الأوروبي اعتماد الوثيقة الموقعة بتاريخ 14 ديسمبر من هذا العام (2023)، حتى لو كانت غير رسمية، لأنها تقدم للشعوب والأمم صورة صادقة ومؤلمة عن وعد بلفور، الذي كان يعمل مستشارا في الجامعة للمدة (1891-1930)، والذي منح الأرض الفلسطينية لليهود، وحرم أصحابها من تقرير مصيرهم. وبالتالي فإن هذه الوثيقة وان كانت غير رسمية فهي تدحض الإرث الاستعماري، وتطالب بطرد المحتلين وتعويض الشعب الفلسطيني في خمس خطوات مقترحة. .
أولاً: الاعتراف بالإرث الاستعماري الذي خلفه بلفور في فلسطين، وفضح دوره في خلق نظام قمعي وعنصري في قلب الشرق الأوسط. .
ثانياً: إزالة القيود المفروضة على حرية التعبير، والتفريق بين انتقاد سياسات الصهاينة ومعاداة السامية. .
ثالثاً: الكشف عن أسماء الشركات التي توفر الأسلحة لإسرائيل، وتساعدها في حملات الإبادة الجماعية. .
رابعاً: تقديم المنح الدراسية للطلاب الفلسطينيين في جامعة إدنبرة. .
خامساً: الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بالعودة إلى ارضه ووطنه. .
ختاماً: حتى لو كانت فكرة الاعتذار افتراضية أو من نسيج أحلام اليقظة، لكنها مقبولة جداً، ويتعين على الجامعات العربية تبنيها، وترويجها على نطاق واسع. وهي باختصار محاولة ذكية تبلورت في التوقيت المناسب لتحفيز الوعي الجمعي العالمي وتوظيفه في خدمة القضية. . .