بقلم: كمال فتاح حيدر ..
أساطيل تحرس مصالح اسرائيل في البحر الأبيض المتوسط، وأساطيل أخرى تحمي مصالحها في البحر الأحمر، وأقمار اصطناعية تحوم في مداراتها الفضائية تراقب وترصد تحركات الفرسان في غزة، ووحدات كوماندوس من امريكا وفرنسا وبريطانيا تدعم لواء الغولاني المهزوم. ومع ذلك وجدت اسرائيل نفسها بحاجة إلى الاستعانة بالمرتزقة من الهتلية والسرسرية وشذاذ الآفاق مقابل 3900 يورو لكل فرد. أي ما يساوي 4187 دولار في الأسبوع، تضاف اليها الحوافر المالية التي يمنحونها لكل جندي مرتزق. .
وقد تسببت هذه المغريات بانسحاب المرتزقة من الجبهات الأوكرانية وانضمامهم إلى الجيش الإسرائيلي، حيث تحول تركيز الغرب أيضاً من أوكرانيا إلى إسرائيل. وهذا ما اكد عليه الرئيس الأوكراني (فولوديمير زيلينسكي)، بقوله: (بات من الواضح أن الحرب في غزة سحبت البساط تحت أقدام أوكرانيا). .
أما لماذا تحدد صرف رواتب المرتزقة كل سبعة أيام فذلك يعزى لعدم وجود ضمانات على بقاءهم احياء. أما إذا ماتوا أو فطسوا، أو أصيبوا بجروح لا شفاء منهم، فيصار إلى التخلص منهم، ومصادرة مستحقاتهم ودفنهم في أي حفرة، أو تركهم في العراء. ولا احد يسأل عنهم. .
تنوعت مهام هؤلاء القتلة المأجورين بين الاشتراك المباشر في المواجهات المسلحة داخل قطاع غزة، أو تقديم الدعم الأمني لقوافل الإمدادات، أو تنفيذ الدوريات الليلية، وحراسة نقاط التفتيش، ومراقبة حدود غزة مع الأردن. وحراسة المنافذ الحدودية بين مينائي إيلات والعقبة. .
اما من أي مستنقع خرج هؤلاء، فقد نشرت منصات التواصل بعض البيانات المتعلقة بتعدادهم، فقد جاء 3804 من فرنسا، وجاء 3142 من بريطانيا، وجاء 2548 من الولايات المتحدة، و 2051 من ألمانيا، و 1720 من الهند، و 1653من إيطاليا، و 1580 من إثيوبيا، و 1462 من جنوب السودان، و 1158 من بولندا وأوكرانيا، و 945 من السلفادور، و 810 من هندوراس، و 416 من الارجنتين، و 379 من كندا، و 114 من اقليم كردستان، و 74 من تايلند. .
يتناقص تعداد هؤلاء كل يوم، ولا احد يكترث لموتهم لأنهم باعوا انفسهم بأثمان بخسة، وارتضوا ان يعملوا عبيدا في حظائر الصهاينه، واختاروا الاصطفاف معهم في تنفيذ عمليات الإبادة الجماعية. وسوف يلقون حتفهم غير مأسوف عليهم إن عاجلا أو آجلاً. .