بقلم: كمال فتاح حيدر ..
يتعين على اشقاءنا في الأردن البحث عن اجوبة منطقية للرد على التساؤلات التي تحوم كلها حول اسباب ومسببات انتشار وتكاثر القواعد الحربية الداعمة لاسرائيل فوق ارض الوصاية الهاشمية ؟. .
وهل سيسهم وجود القواعد الأمريكية والفرنسية والألمانية في تحسين حياة الشعب الأردني نحو الأفضل ؟. .
في الأردن الآن قاعدة فرنسية واحدة، وقاعدة ألمانية واحدة، و 16 قاعدة أمريكية، منها 12 قاعدة جوية وبحرية تمارس نشاطاتها الحربية والتجسسية بشكل كامل، اضافة إلى 4 قواعد مشتركة تستخدم للتدريب ولأغراض متعددة. نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر قاعدة (الطيار موفق الجوية) المعروفة بقاعدة الازرق، في قلب الصحراء على بعد مئتي كيلومتر من الحدود الأردنية العراقية. وهي قاعدة متعددة المهام، جرى تطويرها لتصبح القاعدة الرئيسية في الشرق الاوسط للطائرات الامريكية المسيرة، وفيها غرفة عمليات تتولى مهام القيادة والسيطرة والتشغيل. وقد جرى تعزيز مدرجها وإطالته ليستوعب طائرات النقل العملاقة من طراز C17، والطائرات المقاتلة من كل الأنواع. وهذا يقودنا إلى سؤال آخر، هو: هل استقرت هذه الطائرات المقاتلة فوق أرض الأردن لكي تقتل العراقيين ؟، أم لكي تقتل السوريين أم الخليجيين ؟. لأن تصميمها كمقاتلة يعني أنها مصممة لتقتلنا، ولكي تشترك مع جيوش الاحتلال في قتل سكان غزة. .
وقد تزايدت نشاطات هذه القواعد منذ السابع من اكتوبر، وظلت مفتوحة حتى اللحظة لاستقبال كبار الضباط الغربيين وكبار السياسيين القادمين اليها من امريكا وألمانيا وفرنسا، وبلدان الاتحاد الأوروبي، وربما جاءت زيارة الفرنسي ماكرون لتعطينا صورة واضحة عن حجم التسهيلات التي تقدمها المملكة لقادة حلف النيتو من دون حاجة للحصول على الترخيص الدبلوماسي أو الإذن المسبق، فالقواعد قواعدهم والبلد بلدهم، ولهم مطلق الحرية في التجوال فيها كيفما يشاؤون. في حين ينفرد مطار الملكة عالية بافتعال المنغصات ضد كل زائر عربي. .
ثم شمرت حكومة المملكة عن سواعدها وتبرعت بنقل ما تحتاجه اسرائيل من غذاء وخضروات، بينما كان إعلامها يتظاهر بدعم غزة التي ظلت تتضور من الجوع والعطش حتى اللحظة. .
ختاما: الأوطان لا تموت. لكنها تضمحل وتتقهقر بسبب تواطؤ قادتها مع الإعداء وبسبب تنازلاتهم للغزاة والطامعين. .
أنا شخصيا لا أظن ان يخطر على بال الأمريكان والصهاينه ان يجدوا في يوم من الأيام من يتعاون معهم، ويحقق لهم رغباتهم مثل الملك عبدالله، ومثل السيسي. فهؤلاء ينبغي ان لا يحدثوا شعوبهم بعد الآن عن العروبة والوطنية وروابط الدم والأخوة. لأنهم دخلاء علينا. لا نعرفهم ولا نعترف بهم. .