بقلم: كمال فتاح حيدر ..
فجأة انسحب لواء الغولاني مدحوراً مهزوماً من أرض المعركة، وانسحب مرتزقة فرنسا الأرهابية، وانسحبت معهم خمسة ألوية نظامية. جاءت الانسحابات كلها بالتزامن مع انسحاب حاملة الطائرات الأمريكية (جيرالد فورد) على نحو غير متوقع. (أنا شخصيا لا أظن انسحاب حاملة الطائرات مؤشراً بفسخ العلاقة الحميمة بين صهاينه تل ابيب وصهاينة البيت الأبيض). .
اما ما حدث لهم في خانيونس فكان محرقة ومقبرة. حيث فُتحت عليهم النيران من كل جانب ومكان. فتساقطوا بالعشرات، كانوا يتبولون على سراويلهم كما الأطفال، بينما تعالت صرخاتهم في ظلام الليل الدامس حتى وصلت إلى امهاتهم في تل أبيب. .
وفجأة توجهت الأنظار نحو حدود مصر في سيناء، فتراجعت القوات المصرية أمام تغلغل عصابات الاحتلال، يبدو ان عسكر السيسي تنازلوا لهم طواعية عن محور فيلادلفيا، وكأنهم يمهدون لهم الطريق للتحرك كيفما يشاءون، في إعلان صريح لفقدان مصر سيادتها على سيناء. وفجأة انسحبت السفن الحربية الأوروبية من شرق البحر الأبيض المتوسط، وتوزعت على مساحات متفرقة بمحاذاة كورنيش الإسكندرية، في حين ظل الحصار الغذائي ساري المفعول على غزة بضغط من مصر والأردن. .
لقد تلاحقت هذه الأحداث تباعاً منذ اقل من اسبوع. فكانت علامة مطمئنة لغزة وسكانها. .
ثم جاءت تصريحات وزير دفاع العدو بطعم الهزيمة، قال فيها: (إن لم نتمكن من الانتصار في غزة، فلا مكان لنا بعدها في الشرق الاوسط). وهذا اعتراف صريح منه بالخسران، ومع ذلك ينبغي ان لا نصدق الجزء الطاقي من جبل الجليد، فالساحة ماتزال مفتوحة، وسوف تبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ويأتيك بالأخبار من لم تزودِ. فلا تنخدع بالمظاهر أمام ما تضمره لنا القوى الشريرة، وما ستبيّنه لنا المفاجآت القادمات. .
لقد اعترفت الصحف العبرية قبل غيرها بفشل حكومة نتنياهو، التي وصلت إلى نهاية طريقها، وكانت أسوأ حكومة في تاريخ هذا الكيان الهمجي، وهذا ما شهدت به صحيفة موران أزولاي العبرية، بقولها: (الحرب على وشك الانتهاء دون نور. ورئيس الوزراء وحده هو المسؤول. وسوف يُحاكم بصفته مجرم حرب). .
لابد أن نأخذ بعين الاعتبار حجم الاستياء الشعبي والنيابي والوزاري من داخل أعضاء الحكومة نفسها. لكن الخبث الذي في حوزة هؤلاء الأبالسة سيدفعهم نحو تفعيل المزيد من المؤمرات المدعومة إعلامياً ومالياً وسياسياً. ولديهم الآن برامج ومخططات استفزازية وترويعية قذرة تُدار من خارج إسرائيل لترهيب المساندين لغزة، وادراج أسماءهم وتوثيق بياناتهم في قوائم سوداء، ومن ثم الاتصال بهم فردا فردا، لزرع الخوف والفزع في قلوبهم، وإرغامهم بالترهيب والترغيب على تغيير مواقفهم المؤيدة للقضية الفلسطينية. لكنهم لن ينجحوا أبدا فقد شهدت القارات كلها ما لم تشهده من مواقف جماهيرية منددة بحملات التطهير والإبادة. .
ختاماً: يتعين على العالم ان يستعد منذ الآن للتعامل مع منطقة خالية تماما من إسرائيل. . .