بقلم: كمال فتاح حيدر ..
لو لم نقرأ الخبر الذي نشرته صحيفة يديعوت احرونوت (آخر الأخبار) لما صدقنا الأمر، ولربما ظلت عنتريات وزير خارجيتهم (ايمن الصفدي) هي التي تشغل بالنا. فقد تبين لنا ان الصفدي يتكلم بلغة تختلف تماماً عن واقع حال المملكة. .
دعونا نرى الآن ما الذي قالته الصحف الاسرائيلية عن مملكة البندورة. قالت: (تصلنا البندورة الأردنية بمعدل 500 طن في الأسبوع، لتعويض شحنات الخضار التركية بسبب تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان، المنتقد لسياسة نتن ياهو). .
يأتي هذا الخبر (المعلومة) في الوقت الذي يتضور فيه سكان غزة من الجوع والعطش، ويحلمون بالحصول على كيلو واحد فقط من البندورة الأردنية أو القوطة المصرية. .
في هذا الوقت بالذات تواصل الشاحنات الأردنية رحلاتها اليومية نحو مدن الأرض المحتلة لتغطية احتياجات الصهاينة من الخضروات. .
فجاءت ردود الأفعال في مواقف بعض النواب العراقيين الذين ما ان سمعوا الخبر حتى بادروا لتقديم مذكرة تقضي بإلغاء موافقة مجلس الوزراء الصادرة في زمن مصطفى الكاظمي، والتي تضمنت وقتذاك إعفاء المنتجات الزراعية والصناعية الأردنية من الرسوم الجمركية في منفذ طريبيل. والتي ظلت سارية المفعول حتى اللحظة في مخالفة صريحة لقانون حماية المنتج المحلي. وربما يمضي البرلمان العراقي في إجراءاته لتشمل شحنات النفط التي يجري تصديرها إلى الأردن بأسعار رمزية. .
توجد في الأردن الآن 16 قاعدة حربية أمريكية، وقاعدة واحدة فرنسية وأخرى ألمانية. موزعة في أماكن قريبة جدا من الحدود، وتشكل خطورة لا يمكن تجاهلها على المدن والمعسكرات العراقية. .
بات واضحا ان مملكة البندورة لا تقيم وزنا لعلاقاتها الأخوية مع العراق ولا تعبء بها. والدليل على ذلك المسائلات اليومية التي يواجهها المسافرون في مكاتب جوازات مطار الملكة عالية: (هل أنت شيعي أم سني ؟)، (هل انت مسيحي أم مسلم ؟). فقد اصبح هذا السؤال عنوانا للتعامل التعسفي مع الوافدين من العراق. لكنه لا يشمل القادمين من اسرائيل. فالصهاينة يحظون بالرعاية والعناية وحفاوة الاستقبال. .
نسخة منه إلى البرلمان العراقي. لمتابعة الإجراءات الداعمة لغزة. .