بقلم: فالح حسون الدراجي ..
على الرغم من أني كروي قديم، تتناسل الجينات الكروية الرياضية في دمه، مذ كنت لاعباً، ومن ثم كاتباً رياضياً، ومتابعاً دؤوباً لمختلف الأنشطة الرياضية العالمية، وحتى حين صرت مشجعاً كروياً، إلا أني وبصراحة أتعامل مع الرياضة تعاملاً ربما يختلف عن تعامل الكثير من الزملاء الشعراء والإعلاميين الرياضيين ..
فمثلاً أنا أشجع نادي برشلونة بجنون وانحياز تام، ولا ارى فريقاً في العالم غير فريق البرشا، رغم أن مستواه اليوم لا يسر الصديق ولا يغيظ العدى، لكني أحبه مهما كان مستواه.. إنه الحب الذي لا يعطي الحبيب مجالاً للتفكير بغير حبيبه !
أما في التأليف الغنائي الرياضي، فأنا بصراحة شاعر متعصب لمنتخب العراق، وحتى لو لعب منتخبنا امام منتخب البرازيل، فإني لا أراهن على غير الفوز لمنتخبنا، رغم علمي أن نيمار ورفاقه سيلعبون بنا (طوبة)، لكنه الحب الوطني المتجذر في سويداء القلب، ذلك الحب الذي يجعلني ارى (ميمي) أفضل من ميسي، وبشار رسن أفضل من دي بروين، و(أسو رستم) أفضل من (هالاند)، بل وحتى من كل لاعبي النرويج والسيتي ..!
وباختصار، أنا أحب منتخب العراق من الوريد إلى الوريد، رغم أني أعرف أن مستوى منتخب (قطاع 43) في مدينة الثورة كان أفضل فنياً من منتخب العراق في بعض الفترات !
لكني، رغم ذلك، لا ارى – عاطفياً – أي منتخب في الدنيا قادر على الفوز على منتخبنا الوطني، مهما كان تصنيف ذلك المنتخب..
وانطلاقاً من هذا (التحيز)
الإيجابي لمنتخبنا الوطني، فقد كنت ولم أزل اكتب أغنياتي الكروية، وحتى مقالاتي الرياضية أيضاً..
فأنا أتعامل مع الاغنية الرياضية بروح المواطنة، وأيضاً بذات الرؤية والأفكار والقناعات التي أتعامل بها مع الاغاني الوطنية، والسياسية أيضاً، ولا فرق عندي بين هذه وتلك أبداً .. فأنا -وأعترف أمامكم- لست محايداً بالمرة.. سواء في ما يتعلق بنصوصي الغنائية التي اكتبها للمنتخب الوطني، او بنصوصي الوطنية التي اكتبها لحماة الوطن، أو التي أتغزل فيها بوطني، ولو شاهدتم كل الأغاني الرياضية التي كتبتها للمنتخب العراقي، فستتخيلون كأنها مكتوبة لقوات مكافحة الإرهاب، أو لأبطال وزارة الداخلية، او لرجال الحشد الشعبي، وليس لمنتخب كرة قدم..
وكي أكون واضحاً، أقول إن لكل اغنية وطنية او رياضية أكتبها، سبباً قوياً، يدفعني لكتابتها، فمثلاً حين كانت الفرقة الذهبية – العمود الفقري لجهاز مكافحة الإرهاب – تدافع بشجاعة عن العراق والعراقيين، وتواجه بقوة النشاط الإرهابي القادم من الخارج، متصدية بحزم لشراذم الطائفية المقيتة، كانت تتعرض للأسف من بعض القنوات (العراقية) والعربية الطائفية إلى حملات تشويه وتسقيط وافتراء شنيعة وفظيعة..فقد كانت إحدى القنوات العراقية تصف الفرقة الذهبية أوصافاً لاتليق بها، وتنعتها بما لا تستحق من نعوت، مثل (الفرقة القذرة)، أو (الفرقة المجرمة)، وغير ذلك من الأوصاف القميئة .. في ذات الوقت الذي كان فيه العراقيون يقتلون يومياً بالعشرات عبر مفخخات الموت، من سيارات وعبوات، وأحزمة ناسفة يفجرها الانتحاريون الطائفيون في الأسواق والساحات والمناطق الشعبية .. ولم يكن أمامي إزاء هذه القنوات الحاقدة، وانتصاراً لابطال الفرقة الذهبية، إلا أن أكتب أغنية أرد فيها سهام الإعلام الطائفي، وأدافع بها عن فرسان هذه الفرقة، فكتبت أغنية (حي الله الفرقة الذهبية .. كسرت ظهر الإرهابية)، وقد لحنها الملحن اللامع ضياء الدين، وأداها النجمان محمد عبد الجبار وحسام الرسام، فنجحت الاغنية فنياً وشعبياً واعلامياً، بمجرد بثها، مما وضع هذا النجاح، قنوات الحقد في موقف حرج، وبات من الصعب عليها أن تعود لذات الخطاب الهجومي العدائي، ولتلك الأوصاف السيئة التي كانت تطلقها ضد الفرقة الذهبية ..
أما أغنية تذكرين لو ناسيه الرياضية، فقد كتبتها وأنا موجوع وحزين ومستفز من مواقف بعض الدول العربية المعادية للشعب العراقي قبل أربعة عشر عاماً وأكثر، حيث كانت السعودية وقطر تمولان الإرهاب والطائفية في العراق، وتدعمان أنشطته علناً وأمام أنظار العالم، بينما فتحت (الشقيقة) سوريا حدودها أمام السيارات المفخخة المتوجهة لقتل العراقيين، بل كانت سوريا (العروبة) تفخخ السيارات الجهنمية بيديها (الكريمتين) بحجة محاربة أمريكا في العراق، رغم أن السوريين يعلمون جيداً ان هذه السيارات المفخخة لا تنال الجنود الأمريكيين، بل ولا حتى تصل اليهم !!
لذلك قمت بكتابة اغنية (تذكرين لو ناسيه)، التي هي أغنية رياضية شكلاً، لكنها وطنية (سياسية) مضموناً، أردت من خلالها أمرين: الأول تشجيع لاعبي المنتخب العراقي من أجل الفوز بالكأس وإسعاد العراقيين المجروحين بسكاكين الحقد العروبي .. والثاني، الانتقام من (البلدان) التي تمول وتدعم الإرهاب في العراق، من خلال الفوز على منتخباتها، وكسر انوف زعمائها الذين يعتبرون الرياضة مسرحاً سياسياً يجب ولابد أن يفوزوا بجوائزه.. رغم أني لا أحب الانتقام، خصوصاً في الميدان الرياضي النقي والبريء الطاهر .. لكن (للإنتقام) أسباباً ومبررات وضرورات تبيحه أحياناً.. لذلك جاءت أبيات هذه الأغنية مشحونة بالقوة والتحدي وحث اللاعبين العراقيين، بل وتحريضهم على (سحق) الفرق المنافسة، سواء أكانت هذه الفرق في الدوحة او الدمام او أرض الشام، أو في أي موقع ..!
وهنا اسمحوا لي أن أنقل لكم ما كتبه الزميل كمال الصفار احد مسؤولي منتدى (كوورة) الشهير، قبل أكثر من ثلاثة عشر عاماً، حيث كتب يقول :،
وهنا اسمحوا لي أن أنقل لكم ما كتبه الزميل كمال الصفار احد مسؤولي منتدى (كوورة) الشهير، قبل أكثر من ثلاثة عشر عاماً، حيث كتب يقول :،
” إتصلتُ قبل قليل بالملحن المبدع علي بدر، والفنان المبدع حسام الرسام في عمان … وقد علمتُ منهما بأن الأغنية التي سيقدمها حسام الرسام هدية لأسود الرافدين في بطولة أمم آسيا قد انتهى العمل منها تماماً قبل قليل في أحد ستوديوهات عمان، بعد أن تم تسجيلها وتصويرها أيضاً… وستكون جاهزة للعرض غداً بعد أن يتم الإنتهاء من مونتاجها .
والأغنية بعنوان (أسياد آسيا) ، وهي من كلمات الشاعر المبدع فالح حسون الدراجي، والحان المبدع علي بدر، وأداء المبدع حسام الرسام .
ويسرني أن أنقل لأحبتنا في موقع (كورة عراقية) ما أخبرني به الملحن علي بدر، حيث قال إن هذه الأغنية ستكون قنبلة الأغاني الرياضية لهذه البطولة، من حيث الكلام واللحن والأداء والكورس والموسيقى… فهي بحق أغنية جميلة ومتكاملة و(قوية) جداً .. وللتأكيد فقد أسمعني المخرج عبر الهاتف مقطعين منها من الأستوديو مباشرة.. وقد وجدتها رائعة فعلاً … فهي تتغنى بلاعبي منتخبنا البطل، وتحثهم بقوة على العودة بالكأس، ليفرح به شعبنا العراقي كما فرح به في المرة السابقة. فاحفظوا أخوتي في (منتدى كوورة) اسم هذه الأغنية جيداً، وكذلك أسماء الثلاثي الإبداعي : فالح حسون الدراجي، وعلي بدر، وحسام الرسام .. واليكم مقطع من الأغنية كهدية من الفنان حسام الرسام (حصرياً) لمنتدانا، إذ لم يظهر في مكان آخر غيره :
( تذكرين لو ناسية .. إحنه أبطالچ آسيا .. إحنه إسود القارَّة .. وكل يوم بشرى سارَّة.. رغم الظروف القاسية.. تذكرين لو ناسية..؟
بالدوحة لو بالدمام .. بالصين لو بارض الشام
علمنه فوگ الأعلام ..
ورايتنه هيَّ العالية
تذكرين لو ناسيه ) ؟
ويكمل الزميل كمال الصفار تقريره في منتدى كوورة قائلاً: ( علماً بأن هذه الأغنية تضم سبعة مقاطع، إضافة لعدد من الأهازيج والهوسات التي كتبها شاعرنا الدراجي )..
انتهى تقرير الزميل الصفار ونجحت الأغنية نجاحاً كبيراً، رغم عدم فوز منتخبنا بتلك البطولة.. واليوم، حيث تقام بطولة آسيا في الدوحة، وقد تغيرت الظروف، وتبدلت السياسات، وسقط غول الإرهاب ودحرت الطائفية في العراق، بفضل وعي العراقيين، وحيث سيلعب منتخبنا الوطني بعد ساعات أول مبارياته في هذه البطولة، فإن طموحنا بالفوز – لعباً وفناً ونتيجة-لم يتزحزح، وأملنا يأمجد عطوان ورفاقه كبير جداً في الفوز بكأس آسيا، لنغني لهم هذه المرة وكل مرة أيضاً : (تذكرين لو ناسيه .. احنه ابطالچ آسيا) ؟!