بقلم: كمال فتاح حيدر ..
ظهر الحق وزهق الباطل. وتبين الخيط الأسود من الخيط الأبيض. وتكشفت اسرار لعبة الأبواب الموصدة في معبر رفح، لكن الأزمة لم تنتهِ بعد. وظلت البوابات مغلقة حتى اللحظة. .
عندما يتخاصم المصريون والاسرائيليون، ويتبادلون الاتهامات ضد بعضهما البعض. وكل منهما يتهم الآخر بحرمان المحاصرين من الغذاء والماء والدواء والوقود. عندئذ تتضح صورة الخسة والنذالة بكل أبعادها الدنيئة. فقد شهد محامي الدفاع عن دولة الاحتلال في المحكمة الدولية أمام كبار القضاة، وحلف بشرف أمه على رؤوس الأشهاد: (ان إسرائيل لم تمنع دخول المساعدات، وأنها ليست طرفا في الحدود الفاصلة بين القطاع وسيناء، ولا علاقة لها بقوافل المساعدات من عدمه، وان الحكومة المصرية هي المسؤولة المباشرة عن معبر رفح، وبإمكانها إدخال المساعدات إلى غزة منذ اليوم الأول، وهي التي تقف وراء تفاقم الأوضاع المأساوية هناك). فتصدى له ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، وأقسم بشرف زوج خالته: (ان اسرائيل كاذبة كاذبة كاذبة). فهل نصدق رشوان أم نصدق فريق الدفاع الصهيونى ؟. .
لا شك ان رشوان يكذب، وينفي تهمة تواطؤ حكومته مع دولة الاحتلال. فقد تحول المعبر منذ بداية الأزمة إلى نافذة من نوافذ الاستثمار والابتزاز، وصار مصدراً رئيساً من مصادر تحصيل الإتاوات بإشراف نجل الرئيس (محمود السيسي) وعصابات الشيخ إبراهيم العرجاني شيخ مشايخ قارة سيناء. .
لقد تحدثت الصحف العالمية بالتفصيل الممل عن صفقات المساومة وتسعيرة العبور التي تقدر بنحو عشرة آلاف دولار عن كل فرد من أفراد الأسرة، وسلطت الأضواء على تورط مصر بسرقة المساعدات وبيعها في الأسواق المحلية. .
وقد تبين للقاصي والداني ان مصر هي التي تمارس أبشع صنوف الضغط والحصار على سكان غزة، وهي التي تتعامل بمنتهى الخسة والنذالة مع الجرحى والمصابين والمرضى وتمنع عنهم ابسط مستلزمات الحياة. .