بقلم: كمال فتاح حيدر ..
هكذا وبكل صفاقة وقف المجرم (نسيم فاتوري) ليعبر عن رغباته التوراتية بحرق غزة بسكانها، وبكل من فيها من بشر وحجر ومساجد وكنائس، ثم تجريفها بالبلدوزرات ورمي ركامها في لجة البحر. .
لا تندهشوا من تصريحات هذا الصفيق، فقد ظهرت علينا نماذج دنيئة من الإعلاميين العرب يطالبون نتن ياهو بمواصلة هجماته الصاروخية ضد المدنيين. نذكر منهم المهرج المزدوج (عمرو أديب) الذي طالب الصهاينة بتكرار القصف الذي استهدف الشهيد صالح العاروري. وتوجيه ضربة مماثلة إلى إسماعيل هنية في الدوحة. ونذكر أيضاً العجوز المفلطحة (فاجرة التعيس) التي ناشدت رفيقها (عيدي كوهين) بتوجيه المزيد من الضربات إلى جنوب لبنان. .
حتى الإعلام الاسرائيلي نفسه لم يكن يتصور ان تصل الوقاحة بهؤلاء إلى هذه النزعات الأجرامية السادية. وكان للإعلام الاسرائيلي موقفاً مختلقاً مع فاتوري فقد طرده مقدم برامج في القناة 13 الإسرائيلية من الأستوديو، إثر تمسكه بموقفه الداعي لإحراق غزة، ليس بسبب عفة القناة واستقامتها وإنما بسبب تقديم تصريحات (فاتوري) إلى محكمة العدل الدولية كأحد المشرعين الداعين لارتكاب جرائم إبادة جماعية في القطاع. سيما ان دولة جنوب أفريقيا استعرضت تصريحات (فاتوري) بالصوت والصورة أمام المحكمة كدليل على عدوانية اسرائيل وهمجيتها. .
تعالوا نتعرف الآن على (فاتوري) لعنة الله عليه. فهو من مواليد 1969. ولد في مدينة ريشون لتسيون جنوب تل أبيب. خدم في الجيش وشغل منصب قائد القوات الجوية. متزوج من معلمة رزق منها بـ 7 أبناء. انتقل برفقة عائلته من ألوني حبشان إلى هضبة الجولان سنة 2001، وكان يدير إحدى الملاهي الليلية قبل أن يعلن إفلاسه سنة 2015. درس في أوكرانيا، وحصل على درجة الدكتوراه بالمراسلة من الجامعة الدولية للأعمال والقانون سنة 2009. فشل في حجز مقعد بحزب الليكود عام 2019 عبر الانتخابات المؤهلة. وفي ديسمبر 2020، نال عضوية الكنيست كبديل لأحد الأعضاء بعد إعلان استقالته وقتها، ليحل نسيم بدلاً منه. وفي انتخابات مارس 2021، فشل (فاتوري) في الحفاظ على مقعده، قبل أن يعود إليه مرة أخر في 2022. .
ولهذا المجرم مواقف أخرى لا تقل همجية عن دعواته لحرق سكان غزة. فقد طالب باقتلاع جذورهم وتهجيرهم إلى أسكتلندا. وظل يتحدث بهذه اللغة حتى الآن بينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه المستمر منذ أكثر من 100 يوما بمساندة الولايات المتحدة ومرتزقة فرنسا وبريطانيا وألمانيا والهند، حيث تقصف طائراتهم منازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوسهم، ما أدى إلى ارتفاع حصيلة الشهداء إلى نحو 30 ألف شهيد، بينهم أكثر من 10000 طفل وامرأة. .