بقلم: سمير السعد ..
عندما تكون التضحية معياراً للوفاء فإن أعظم صورها تلك التي ترى بالنفس وتحمل منها معدناً ينهل منه المخلصون . لا يختلف اثنان على ان نقيب الصحفيين العراقيين الزميل مؤيد اللامي بذل جهوداً كبيرة لوضع نقابة الصحفيين في مكانتها الحقيقية ، وربما تختلف الآراء بين مؤيدٍ ومعارض فهناك من يسري ضمن ركب الايجاب وغالباً هذه الصفة تلتصق بمن هم الأقرب في المعرفة للأخ والزميل اللامي ، ويخالفه على الضفة الاخرى بما يؤشر ملاحظاته التي غالباً ماتعد على شاكلة اليافطات التي تظهر نتائج حبلى باشكاليات مايدور في الساحة المهنية من ابتلاءات شخصية تتكور لاقناع الآخرين بما يدور في مخيلة البعض ، ولابد من الإشارة بأن الإطراء والثناء عن اللامي ليس محصلة للبحث عن المكاسب والمصالح بل هي حقيقة معرفة تامة لما بذله اللامي من جهود اضافية في وقت كانت الساحة الصحفية والاعلامية تعج بالتناقضات والاجتهادات والتشرذم فما كان من الزميل اللامي الا ان يخوض غمار الرحلة الشاقة لبناء الصرح الصحفي الكبير والمتمثل بنقابتنا الأم بعد ان أعطى راحته وحمل على كتفيه غيرته التي لم تعطه صبرا ، فراح مندفعاً يطاعن الخيل فوارسها ليجعل نقابة الصحفيين في أول الركب بين النقابات الاخرى في العالم العربي . ومن المعروف ان إدارته الناجحة لنقابة الصحفيين والعمل النقابي لم يك بالشيء السهل وهذا مايتفق عليه الجميع ، بل الأصعب من ذلك هو إعادة هيبة السلطة الرابعة نائياً بالنقابة عن الصراعات والمناكفات التي قد تحصل في المشهد العراقي ، فلم يشوب اللامي في نفسه طمعاً رغم المغريات المتوالدة في الساحة فكان بعيدا كل البعد عن عوالم ودهاليز الظلمة وعن الفساد بكل شتاته ، فلم ينخرط في خانة معينة ليكون محسوباً على فلان أو علان بغض النظر عن قوة التأثيرات الحاصلة . بعد كل هذا بقى الزميل مؤيد اللامي الحارس الأمين لعرين نقابة الصحفيين العراقيين بإرثها وتاريخها والراعي لكبار الأسرة الصحفية وشبابها والجدار الصلب لكل زملاء المهنة ، فقد أمتدت يده البيضاء للجميع فكان في حقيقة الأمر القائد للجمع المهني المحترم والانسان الذي جسد الصورة المشرقة للانسانية فكان خير عون للاخرين عندما يتطلب الامر ليسمع بحاجة أحدٍ اليه أو اضطرارا لتدخله في أمر ما . تلك السيرة والمسيرة هي من جعلت لديه ثباتاً وصموداً امام ماتعرض اليه من اساءات قد حصلت في محاولة لوضع العصا في عجلة التقدم المهني لنقابة الصحفيين لعرقلتها . مؤيد اللامي اليوم ينتمي للجميع ويتعامل بروحية عالية الرقي لم يقف متفرجاً على ضيم أحد ولم تغف له عين دون أن يجبر بخاطر صحفي دون أن يضع الإصبع على الجرح ، لذلك أحترام الآخرين له كان استحقاقاً لا مجاملة…. وبعد هذا كله ترى ان التفاف الجميع حوله هو صورة لألتفافه هو حول الجميع ..