بقلم: أياد السماوي ..
مشاركة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني في أعمال مؤتمر دافوس في دورته الرابعة والخمسين ، لم تكن مشاركة عابرة كما في الأعوام الماضية ، فبالرغم من أنّ جميع اللقاءات التي أجراها السوداني في الملّفات السياسية والاقتصادية كانت ناجحة ومثمرة ، إلا أنّه قد نجح بشكل استثنائي في إبراز ملّف العلاقة المستقبلية بين الحكومة العراقية وبعثة الأمم المتحدة يونامي التي باتت تأخذ شكل الوصاية الدولية والتدخل في الشأن السياسي الداخلي العراقي خلافا لميثاق الأمم المتحدة الذي يؤكد على احترام سيادة واستقلال الدول الأعضاء وعدم التدخل في الشأن السياسي الداخلي ، وبمحرّد فتح هذا الملّف مع الأمين العام للأمم المتحدة والحديث معه على مستقبل العلاقة بين العراق والمنظمة الأممية ، فهذا بحد ذاته مؤشر مهم في منهج رئيس الوزراء للحفاظ على سيادة واستقلال العراق وعدم التدخل في شؤونه الداخلية والخارجية ، وتصحيح مسار بعثة الأمم المتحدّة بما ينسجم مع ما جاء في قراري مجلس الأمن الدولي ( ١٥٠٠ – ١٧٧٠ ) ..
أما الملّف الثاني الأهم الذي بحثه السوداني في دافوس ، هو ملّف قوات التحالف الدولي الموجودة في العراق بناء على طلب سابق من الحكومة العراقية ، حيث أكدّ السوداني خلال الجلسة الحوارية التي أجراها على هامش أعمال المؤتمر وفي لقاءه مع رئيسة المفوضية الأوربية ، أنّ داعش إليوم لا تمّثل تهديدا للعراق وأنّ المتبقي منها عبارة عن مجاميع هاربة في الكهوف والصحارى ، كما أكدّ على قدرة وجاهزية قواتنا المسلحة وقواتنا الأمنية على ضمان الأمن والاستقرار في العراق ، وأعلن للعالم أجمع رغبة العراق حكومة وشعبا بإنهاء مهمة قوات التحالف الدولي في العراق ، والبدء بوضع جدول زمني لإنهاء مهمة المستشارين الدوليين والقوات المقاتلة في العراق والانتقال للعلاقات الثنائية مع دول التحالف .. وهذا ما يعكس جدّية حكومة السوداني في إنهاء ملّف قوات التحالف الدولي في العراق بالطرق القانونية والدبلوماسية بعيدا عن أجواء التصعيد العسكري وتعريض أمن البلد إلى مخاطر الانزلاق في الحرب مع دول التحالف الدولي .. وبهذا فإنّ مشاركة السوداني في أعمال الدورة الرابعة والخمسون لمؤتمر دافوس ، ليست ناجحة فحسب ، بل وضعت المجتمع الدولي أمام التزاماته القانونية بالحفاظ على استقلال وسيادة العراق باعتباره دولة مستقلة وأحد الدول المؤسسة لمنظمة الأمم المتحدّة ..
أياد السماوي
في ١٩ / ١ / ٢٠٢٤