بقلم: كمال فتاح حيدر ..
فشلت 57 دولة إسلامية حتى الآن في توفير لتر واحد فقط من الحليب أو الماء لأطفال غزة. وعجزت تماماً عن فتح بوابة معبر رفح. ولم تكلف نفسها مشقة الانضمام إلى البلدان التي تقدمت بشكوى لدى مسجل الشكاوى في محكمة العدل الدولية. فجمهورية جنوب أفريقيا واسبانيا وبوليفيا وتشيلي وسلوفينيا وإيرلندا ليست من البلدان الإسلامية ولا العربية. .
فقد شهدت الأحداث الدراماتيكية الأخيرة ظهور قادة من العرب والمسلمين. قادة (خمس نجوم) من صنف تنابل السلطان: (أكل ومرعى وقلة صنعة). لا شأن لهم بأحوالنا، ولا يكلفون انفسهم متابعة التدهور المخيف في الأوضاع الإنسانية المزرية داخل مخيمات اللاجئين. . قادة تخلوا تماماً عن مسؤولياتهم، ودخلوا في سبات عميق في ردهات الخذلان والغفلة، حيث لا حس ولا نفس. ولا كلام ولا اهتمام. فلا رئيس السلطة الفلسطينية يعبء بمصير الجرحى والجياع والمحاصرين، ولا يتفاعل معهم، ولا يوفر لهم ابسط مستلزمات العيش والعلاج، ولا أمين عام الجامعة العربية الموميائية يتابع الغارات الجوية التي استهدفت اليمن وسوريا والعراق، ولا شأن له بتردي الأوضاع في ليبيا والسودان ولبنان. ولم ينبس ببنت شفة للاحتجاج على حملات التطهير العرقي التي استهدفت الفلسطينيين في غزة والضفة. ولا قادة منظمة المؤتمر الإسلامي يعبئون بما آلت اليه أحوال الأمة في شتى أرجاء الكون. لبسوا كلهم لباس الذل والهوان، ورضوا ببضاعة الغرب والأمريكان. .
أما لماذا خذلونا ؟. ولماذا تخلوا عن شؤوننا ؟، فذلك لانهم بلا مروءة، وليس لديهم معيار للكرامة والشرف. ولانهم ليسوا أسوياء. واغلب الظن انهم لا ينتمون الينا. فالذين لديهم معيار للشرف لا يتنكرون لشعوبهم ولا يتآمروا عليهم. .