بقلم : عمر الناصر ..
ربما يتساءل الكثير عن سبب قوة العلاقة بين المجتمعات المتقدمة والمتحضرة وحكوماتها ، وارتفاع نسب المشاركة الانتخابية واهتمام المواطن بها ، وسبب قلة التظاهرات والسخط الشعبي والجماهيري تجاه الطبقة الحاكمة والمسؤولين هناك ، رغم تذبذب فرص العمل وتشديد القوانين وارتفاع الضرائب، وهذا لايعني بأن لا وجود لبعض المشاكل والاخفاقات والاستثناءات التي يترجمها الاعلام بواقعية وموضوعية ، والذي لا يمكن تجييره سياسياً على حساب الشارع، لكون الاخير هو من لديه السطوة في نهاية المطاف و إرضاءه وتحقيق تطلعاته من عدمها سيرفع ويخفض من منسوب المشاركة الانتخابية التي تعوّل عليها الاحزاب السياسية هناك .
ان الانتماء والشعور بالمواطنة والمسؤولية الاخلاقية من الثوابت المتجذرة لديهم ،حتى وان اختلفت مشارب الافراد وتوجهاتهم الدينية والعقائدية والايدلوجية ، فهم بنهاية الامر مُجمعون على قرار سياسي واحد وهو دعم الدولة والحفاظ على قدسيتها وسمعتها ومكانتها وبقاءها وديمومة وجودها، وعدم فسح المجال واعطاء الفرصة لاختطاف حقوقهم المشروعة من خلال منع التدخل بالشؤون الداخلية وكبح جماح الفساد، فالحرب هناك هي حرب سياسية نظيفة وشفافة ، والتسقيط بينهم يأتي من خلال تنفيذ برامج التنمية الواقعية والخدمية ، والسلاح المستخدم هي المناظرات التلفزيونية التي تؤثر على رصيد الاحزاب والقوى السياسية وقت اشتداد وطيس المعركة الانتخابية.
وبين كل هذه الامواج المتلاطمة تجد المواطن له الفضل والكلمة الفصل ، و لا يمكن المزايده فوق الصوت الوطني او الذهاب لخرق القانون في المواقف المصيرية والحساسة التي تتعلق بالمساس بأمن المجتمع واستقرار المواطن ، فالاخير يعد هو العين الثالثة للدولة التي تدافع بشراسة عن كينونة النظام السياسي وبسط الاستقرار ، ودوره مهم بالتنسيق وايصال المعلومة لتعزيز اهمية دوره في اجهاض واحباط العمليات الارهابية في تطبيق كلي للاية الكريمة ( وجئتك من سبأ بنبأ عظيم)، فالشعور العالي بالانتماء يبدأ من عملية خلق توأمة فعليك وعلائق قوية بين المواطن والمؤسسات وليس المسؤول ، وتقليل الفجوة الموجودة مع الكثير من الناس وضرورة الانصهار الكلي بين الاثنين، في خطوة جريئة لبناء دولة المؤسسات وتكريس مبدأ الفصل بين السلطات التي يكون فيها الموطن مشارك فعلي بصنع القرار السياسي في عملية قيصرية ناجحة لروح الانتماء .
انتهى ..
خارج النص / من السذاجة ومهازل القدر والمضحك المبكي والكوميديا السوداء لدى تفكير البعض ، بأن الذي يحافظ ويتعاون مع مؤسسات الدولة واجهزتها الامنية هو يعمل بالتوجيه .