بقلم: كمال فتاح حيدر ..
الحق لا يُعرف بالحملات الإعلامية الممولة، ولا بالتصريحات السياسية الكاذبة. . الحق يُعرف بذاته. ولا يوزن بمواقف الزعماء والقادة، بل ان القادة انفسهم يوزنون بمواقفهم المؤازرة للحق في مواجهة الباطل. .
حتى اللصوص وقطاع الطرق والسكارى ورواد الملاهي الليلية وتجار المخدرات تمسكوا بإنسانيّتهم في لحظة من لحظات اليقظة، فعادوا إلى رشدهم، وقرروا المطالبة بحق الشعب الفلسطيني في العيش الآمن فوق ارضهم. .
فقد ذكرت القناة 12 الإسرائيلية في نشرتها العامة: ان تجار الحشيش في شمال المغرب رفضوا التعامل مع الإسرائيليين بسبب الحرب الجائرة على قطاع غزة. فخسر الاسرائيليون ملايين الدولارات بسبب المقاطعة المعلنة ضدهم. .
يفضل الصهاينة تعاطي الحشيش المغربي باعتباره من أجود أنواع الحشيش في العالم، وله مزارعه الخاصة فوق قمم جبال اطلس. وقد صادقت المملكة المغربية عام 2021 على قانون لدعم زراعة الأفيون بذريعة توفير المواد اللازمة للأغراض الطبية والصناعية. .
أعترف الإسرائيليون بتعرضهم لخسارة كبيرة لأنهم لم يحصلوا إلا على كميات صغيرة فقط من الحشيش المحلي. حتى شعروا بأن عملهم بات مهدداً بسبب تضامن التجار المغاربة مع الفلسطينيين في غزة. .
ونقلت القناة الاسرائيلية عن زعيم الحشاشين المغاربة قوله: (لن تنجحوا في الحصول على الكميات المطلوبة من الأفيون طالما يعاني سكان غزة من الجوع والحرمان من جراء القصف والحصار. ابحثوا عن مكان آخر). .
لقد وقف تجار المخدرات وقفتهم المشرفة بإعلانهم المقاطعة على طريقتهم الخاصة، بينما اختار المتاجرون بالدين الوقوف مع الباطل، وكانوا في طليعة الذين دعوا لمقاومة المقاومة، ومقاطعة المقاطعة. ولم ينبسوا ببنت شفة عندما علموا بموقف السيسي وإصراره على غلق المعابر والمنافذ وتجويع سكان غزة، وسرقة المساعدات المرسلة اليهم. .
حتى الحشاش الكبير والمسطول الأكبر (جو بايدن) قال كلمته قبل بضعة أيام، بعدما نفذ صبره ولم ينجح في إقناع السيسي بفتح المعبر ورفع الحصار عن غزة. .