بقلم: كمال فتاح حيدر ..
خرج القائد الفذ والزعيم الأوحد (عبدالفتاح السيسي) ببدلته العسكرية ونياشينه الحربية في مكان جلس فيه الضباط على الارض. فوقف على منصة الخطابة ليبلغ الشعب المصري باقتراب ساعة الصفر لحرب كونية سوف يخوضها عشان خاطر ربنا. لم يحدد السيسي الجهة التي يخوض حربه ضدها، فكل ما قاله حتى الآن نلخصه بثلاث نقاط:
- المعركة دي للي مش مأخذ بالو مننا (من هو ؟). .
- سوف أواجههم في حرب عشان خاطر ربنا (من هم ؟). .
- لأنهم أساؤوا إساءة كبيرة جداً بتصرفاتهم (بماذا اساءوا ؟). .
هذه أهم النقاط المحورية التي وردت في الخطاب المزلزل الذي نطق به السيد القائد العام للقوات المسلحة، لكننا لم نعرف حتى الآن من هو العدو الذي يتحدث عنه السيسي بهذا الغموض ؟. حتى الأناشيد الوطنية والحماسية التي تبثها فضائياتهم هذه الايام اقتصرت هي الأخرى على التغني بمصر وأمجادها وانتصاراتها. لكنها لم تخبرنا عن العدو الذي ستخوض ضده معركتها الربانية المقدسة. .
هل هي لنصرة سكان غزة الذين يحاصرهم السياسي نفسه منذ أعوام ؟، أم هي ضد رجال المقاومة الذين اغرق أنفاقهم بمياه المجاري ؟. أم هي ضد الحوثيين الذين تصدى لصواريخهم وطائراتهم المسيّرة ومنعها من ضرب ميناء إيلات ؟. .
ام انه يفكر بتحريك جيوشه ضد إثيوبيا التي استحوذت على مياه النيل، وتسببت في تعطيش الحقول والمزارع والبساتين ؟. . أم سوف ينتصر للصومال وماوكلي في بلاد الأدغال ؟. أم سوف يخوض حربه ضد ليبيا التي ورد ذكرها في خطاباته التحذيرية القديمة، عندما قال ان مدينة (سرت) هي الواحة المصرية الجميلة في قلب الصحراء الكبرى ؟. .
لأنه من غير المعقول انه سيخوض حربه ضد إسرائيل وهو الذي يدعمهم لوجستيا بسفنه المكلفة برحلات مكوكية بين الموانئ المصرية والاسرائيلية؟. .
وهل سمعتم بدولة أسرجت وألجمت وتسلحت وسارت بدباباتها وفيالقها لتخوض حرباً ضد طواحين دون كيشوت ؟. هل يخشى السيسي الإفصاح عن أسم ذلك العدو الافتراضي الذي لم نتعرف على اسمه وعنوانه حتى الآن ؟. ولا ندري ما الجريمة التي ارتكبها ضد مصر ؟. .
اغلب الظن انها حرب وهمية يراد منها امتصاص نقمة الشعب المصري المقهور، أو انها فقاعة يراد منها ذر الرماد في العيون. أًو انها من الحروب التي يراد منها منح السيسي لقب: (الناصر لدين الله) أو لقب: (المستنصر بالله). فعشان خاطر ربنا قولوا لنا من هو العدو المقصود حتى نحزم امرنا، ونعد العدة للذود عن حياض مصر المحروسة وأرض الكنانة ؟. .