بقلم: كمال فتاح حيدر ..
تشعبت طباع الخسة والنذالة عند بعض الوزراء العرب، شأنهم شأن الذين نشئوا وترعرعوا في حظائر الانذال، فلن يصبحوا ليوثاً حتى لو أرضعتهم مليون لبوة. .
المؤسف له أننا شهدنا هذه الأيام ظهور الكثير من الوزراء الانذال، لكنهم تناذلوا فتنازلوا حتى تخاذلوا أمام الإعداء والطامعين إلى المستوى الذي لم يسبقهم اليه احد. .
خذ على سبيل المثال وزير الخارجية المصري (سامح كشري) الذي طالب في المؤتمر الأمني المنعقد في ميونخ بمحاسبة المقاومة الفلسطينية، وطالب بالتحري عن الجهات التي زوّدتهم بالذخيرة والسلاح. ففي الوقت الذي نتطلع فيه إلى تفعيل المناشدات الجماهيرية حول العالم بوقف إطلاق النار، يأتي (سامح) لا سامحه الله ليصب الزيت على النار، ويثير زوابع الحقد والكراهية ضد المحاصرين في غزة. .
يذكرني موقف (سامح) بكلمة قالها ونستون تشرشل عندما انتقد أداء بعض الوزراء في البلدان الأوربية المتحالفة مع بريطانيا، في حديث مباشر مع الزعماء والقادة إبان الحرب العالمية، قال لهم: (انتم تصنعون من الحمقى وزراء ثم تسألون من أين يأتي الخراب). .
معظم الناس حول العالم يرفضون العمل بمهنة تلميع القنادر والأحذية، لكن هذا الوزير بالذات تبرع شخصيا لخدمة نتنياهو، وابدى استعداده لتلميع صور السفاحين والمجرمين الذين ارتكبوا أبشع المجاز ضد أبناء جلدته. .
كنت أخشى ان يعتذر (سامح) لإسرائيل عن معركة الخندق متهماً ايران بانتهاك قواعد السلم والسلام وقتذاك، على اعتبار ان فكرة حفر الخندق كانت من بنات افكار الصحابي الجليل سلمان الفارسي. وربما يتبرع بدفع التعويضات ليهود خيبر بسبب هجوم الصحابة على قلعتهم التي لم تصمد أمام الهجوم الكاسح. ولنا الحق في توقع كل الطروحات التي يقدمها الوزراء الانذال لعصابات الكيان المستهتر. .
اماً الأكثر نذالة من (سماح) أو (سامح) فهو القاضي العربي (نواف سلام) الذي ما ان صار رئيسا لمحكمة العدل الدولية حتى اصدر قراره برفض طلب جنوب أفريقيا باتخاذ إجراءات حاسمة لوقف مجازر الصهاينة في غزة. والغريب بالأمر ان هذا النواف كان مرشحاً لرئاسة لبنان. .