بقلم: كمال فتاح حيدر ..
هذا هو الدور المرسوم للسيسي في مضمار المطاردة والتهجير والإيواء، وهذا ما تحدثت عنه الصحف العالمية قبل الصحف العربية. فقد اكتملت المخيمات في سيناء بإشراف الأمير العرجاني، واصبحت جاهزة لاستقبال أكثر من 100 ألف أسرة، واطلعت وكالات الأنباء على صور التقطتها الأقمار الصناعية لمنطقة معزولة شمال سيناء. يظهر فيها الجدار الذي أقامه السيسي على امتداد الحدود مع غزة بارتفاع سبعة أمتار. بينما تم تجهيز المنطقة بالخيام والمسقفات الهشة، لكنها لن تكون قادرة على استيعاب المحاصرين الآن في رفح، والذين يصل تعدادهم إلى نحو 1.4 مليون فلسطيني (أي أكثر من نصف سكان غزة). .
لقد أظهرت صور الأقمار مراحل إنشاء مناطق معزولة محاطة بجدران فاصلة على مسافات ليست بعيدة عن الحدود مع القطاع بذريعة الاستعداد للظروف الطارئة، التي قد تدفع السكان للفرار صوب السياج الحدودي الفاصل، والذي زعموا انه غير قابل للاختراق. لكن إسرائيل ستقصفه وتحدث ثغرات كبيرة في جدرانه ليكون الفرار متاحاً للجميع، وهذا هو الهدف الرئيس في خطة التهجير القسري المتفق عليها مع السيسي. .
سوف تكون المخيمات المصرية شبيهة بمعتقلات الحروب او بمواصفات معسكرات الاسرى، وسوف تكون محظورة على المراسلين والصحفيين حتى لا يعلم العالم بما يجري خلف اسوارها من ظلم وتعسف وتعذيب وتجويع وابتزاز، باستثناء ما تنقله القنوات المصرية من اكاذيب وتقارير مفبركة. .
أما الأموال والمساعدات الدولية التي ستنهال على مصر من كل حدب وصوب فسوف يكون مصيرها في بطن الحوت، أو ربما تبتلعها ديناصورات سيناء. .
لقد اكتملت الآن خطة تهجيرهم إلى سيناء، وهي على وشك البدء والتنفيذ. فقد تم الاتفاق والتنسيق بين نتنياهو ونظام السيسي على اللمسات الأخيرة. .
كل ما نسمعه ونراه امام أعيننا هذه الايام بات يبعث على الدهشة والغرابة، ويثير القلق بخصوص موقف السيسي من حملات الإبادة الجماعية. . فهو يتظاهر برفض التهجير في الوقت الذي يتغاضى فيه عن المجازر، ويتظاهر برفض التهجير لكنه لا يدعم بقاء الناس في أراضيهم، ويتباكى عليهم بدموع التماسيح لكنه يقطع عنهم المساعدات. ثم يأمر شركات العرجاني ببناء معسكرات منيعة لاحتجازهم وتقييد حركتهم. .
لا ريب ان ما يحدث على ارض الواقع يعد مشاركة وقحة في جريمة التهجير والإباد. .