بقلم : د. علاء هادي الحطاب ..
وجدت السلطة بعدّها مفهوما لتؤدي وظائف وأدوار ومهام محددة مناطة بها، فللسلطة التشريعية وظائفها وكذلك السلطة التنفيذية والقضائية، ولذا وجدت السلطة، فبلا وظائف لا تُعد السلطة منتجة، بل هي مجرد اسم على غير مسمّى، ولكي تقوم اية سلطة بهذه الوظائف لا بدَّ أن تكون مكتملة الأركان والأدوات والمقومات لتمارس مهامها، وعندها يمكن الحكم بشأن نجاحها وفشلها من قبل المستَهدَفين بها من عموم الشعب الذي تخدمهم هذه السلطة.
ليست المرة الأولى التي يشغر فيها موقع مجلس النواب العراقي بعد العام 2003 وفي كل مرحلة شغور تشهد عملية اختيار البديل صراعا كبيرا يتجاوز مرحلة التنافس الطبيعي الى تصعيد خطابي يصل مرحلة التخوين والاتهام، الأمر الذي يعقد المشهد أكثر ويضع مسألة الاختيار في زاوية حرجة جدا، تقلل من فرص الاتفاق والوفاق لإنجاز هذا الاستحقاق لسلطة تُعد هي الأعلى تراتبياً وفق نظامنا السياسي.
وعدِنا كجمهور ان لا ينقضي شهر رمضان إلّا ويأتي قبله الشخص المختار لرئاسة هذه السلطة، وشارف الشهر الفضيل على انتهائه من دون أن يأتي الرئيس، بل لا تلوح في الأفق بوادر لانفراج الأزمة، بين أكثر من فريق كل منهم يجر النار الى قرصه، أملا بالظفر في هذا الموقع لحظة صفقة سياسية يفرضها واقع تلك اللحظة، فالقضية لا تستلزم فقط غالبية الاصوات في حسم ملف اختيار الرئيس، بل التوافق السياسي بين القوى السياسية هو من يحسم هذا الملف، وحتما ارتبط وسيرتبط ملف اختيار الرئيس بملفات أخرى جانبية، اذ لا يمكن للقوى السياسية ان تمنح أصواتها لهذا الطرف او ذاك من دون تحصيل مكاسب سياسية مقابلة، فمعادلة اختيار الرئاسات الثلاث والوزراء انتهت، وستبدأ الان مرحلة تفاهمات جديدة في وصول الرئيس الى كرسيه ومطرقته، التي ستشهد من جديد الحديث عن الاستحقاق السياسي والمكوناتي والمذهبي و “الوزاراتي” وبالمقابل سينتظر غير المعنيين بهذا الملف ماذا سيقدم لهم كل طرف معني مكوناتيا ومذهبيا وسياسيا باختيار الرئيس، وربما ستمثل مرحلة الاتفاق على الرئيس الجديد مقدمة لمرحلة التحالفات السياسية قبل الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها نهاية العام المقبل، الامر الذي سيوسع من “فرشة” المقدمات قبل الوصول الى نتائجها، وحتى ذاك الحين، جيب ليل واخذ عتابه.