بقلم: كمال فتاح حيدر ..
حتى نحن لسنا بخير، ولا يمكن ان نكون بخير طالما غزة ليست بخير. وكيف نشعر بالسعادة والهناء ونحتفل بعيد الفطر وسط هذا الكم الهائل من المذابح والمجازر والكوارث والنكبات والمصائب والويلات ؟. .
نعم لسنا بخير. فلا العبادة عبادة. ولا الصيام صيام. ولا العدالة متحققة. ولا الامن مستتب، ولا الملاجئ مهيأة للأحياء، ولا الأكفان متوفرة للشهداء. أما عن المشاهد المأساوية المتكررة امام أعيننا فلا تفسير لها سوى غياب العدالة الإنسانية وغياب القيم والاخلاق وتفشي الظلم والاستهتار الدولي. حيث يتعرض المئات من أهلنا للقتل بأبشع الطرق دونما سبب وبلا رحمة. .
فكيف نكون بخير وآلاف الأطفال يقتلون كل يوم. هؤلاء ليسوا أرقاماً، بل أرواح خذلها العالم، ونفوس لها قصصها وأحلامها وخيالها. .
لسنا بخير، وما عاد كل شيء على ما يرام، فقد انطفأ الأمل في نفوسنا، وخفت نور السلام في أعماقنا، وسرق المتآمرون الرغبة في الفرح. .
الحزن يتفاقم فينا، ويثير الهلع ويترك في قلوبنا آثارا لا يمكن تجاهلها. حزن لا يمكن لكل العبارات الإيجابية الساذجة أن تزيحه أو تعالجه. .
لسنا بخير، ويتعذر علينا الاحتفال بعيد الفطر في الوقت الذي يتعرض فيه اهلنا للإبادة والتجويع والهلاك. فقد امتلئت الشوارع ببقايا أشلاء الأطفال وأحلامهم، حيث الدموع والدماء يرويان الأرض. هناك حيث تتجرع غزة كل أنواع الموت والظلم بينما تلوذ حكوماتنا بالصمت. . يتعذر على كل إنسان أن يكون بخير طالما بواصل الكيان المستهتر قصفه الوحشي لغزة. .
من اين يأتي الخير وغزة تلفظ انفاسها على وقع الانفجارات وعمليات القصف المتتالية من الطيران الحربي الإسرائيلي، وأهلها يودعون قوافل الشهداء كل يوم ؟. .
ختاماً ونظراً للظروف المأساوية والقاهرة وما يعانيه اهلنا في القطاع من جوع وقتل ودمار مع اقتراب عيد الفطر، لابد من تأجيل احتفالات العيد هذا العام، واطلاق حملة وطنية داعمة للشعب المنكوب بعنوان: (لا أعياد وغزة تُباد). فقد انعدمت لديهم سبل الحياة. وبالتالي نحن لسنا بخير. لكن الله كبير وهو الغالب والمنتصر. .