بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا : كانت الضربة متفق عليها بين طهران وواشنطن أستباقيا عبر وسطاء بمقدمتهم سلطنة عمان ودولة قطر ان لا توقع هذه الضربة اضرارا بشرية داخل اسرائيل . وان لا تكون ضد المدن ، وان لا تكون بعصف تفجيري افقي ويدمر البنى التحتية، وان لا تكون طويلة وتنزلق الى حرب اقليمية ..وهذا ما التزمت به ايران حرفيا ً!
ثانيا : ايران كانت تصر على هدف استراتيجي واحد وهو ليس الرد الانتقامي او التدميري بل هو ( فرض قواعد اشتباك جديدة على اسرائيل الغت بموجبها قواعد الاشتباك القديمة ) لتُعزز قواعد الاشتباك التي فرضتها عمليات السابع من اكتوبر ٢٠٢٣/وتعزز قواعد الاشتباك التي فرضتها جماعة انصار الله في اليمن !
ثالثا :-والهدف الثاني الذي ارادت ايران تحقيقه هو ( معرفة التزامات حلفاءها في لبنان والعراق واليمن تجاه ايران … وارسال رسالة لإسرائيل ان لدى ايران ايضا مساحات وحلفاء بجوار اسرائيل سوف تقف مع ايران ضد اسرائيل )
رابعا : ارادت ايران ارسال رسالة مزدوجة بعنوان ( فلتحذروا … لأن مسيراتنا وصواريخنا تصل اليكم ) وهي الى الدول الخليجية والاردن بالدرجة الاولى!
خامسا : نجحت ايران بارسال رسالة الى الولايات المتحدة وبريطانيا ودول المنطقة ان العراق فضاء خلفي لايران وعمق استراتيجي خاص بإيران متى ماقررت ايران ( اي الغاء رسمي للسيادة العراقية ) وهذا تتحمل مسؤوليته واشنطن ولندن والدول العربية !
خامسا :وتعمدت على انتهاك واسقاط السيادة العراقيةوتزامنا مع زيارة رئيس حكومة العراق لواشنطن لتقول ايران الى الادارة الاميركية ان ضيفكم الذي عندكم لا يمتلك قرار السيادة العراقية بل ان ايران من تمتلك ذلك وان العراق فضاءا ايرانيا !
سادسا:- ايران كانت مجبرة جدا على هذه الضربة التي اتفقت بموجبها مع واشنطن لتعيد ثقة الشعب الايراني بالنظام الحاكم الذي اشيع عنه يتكلم كثيرا ويهدد كثيرا ولكن دون ان يفعل شيء !.فكانت عملية معنوية لرفع معنويات الشعب والجيش في ايران !
أشارات_مهمة :
١-ايران اختارت صحراء النقب لتضربها رمزيا لأن فيها القاعدة التي انطلقت منها الطائرات التي نسفت القنصلية الايرانية في دمشق .. واختارت مناطق اخرى ليس ذات اهمية /واكدت على الجولان انها ممكن تكون جبهة مستقبلية ضد اسرائيل !
٢-المُسيرات الايرانية ثلاث ارباعها تم اسقاطها في الطريق من قبل الاميركيين. وهي مسيرات لا يمكنها حمل رؤس تفجيرية ضخمة ابدا بل اسلحة ذات رمزية فقط وذات تأثير ناري بسيط .
٣- ايران تعمدت قصف صحراء النقب لتلغي اسم صدام حسين كونه الرئيس العربي والمسلم في التاريخ الذي قصفها ب ٣٩ صاروخاً ( استعراضيا ايضا) لا يختلف عن الاستعراض الايراني !
٤-نجحت ايران وبمساعدة واشنطن الغاء الدور العربي في القضية الفلسطينية والغاء التاريخ العربي ضد اسرائيل تماما .
٥- بعد هذه العملية نجحت طهران بأن تكون هي ممثلة المنطقة امام واشنطن امنيا واستراتيجيا ولا دور للعرب والخليجيين / اي حققت دور الشريك بدلا من دور الشرطي الذي رفضته مرارا !
٦- بعد هذه الضربة سوف تتفق ايران مع امريكا على حلف قضية البحر الاحمر والحوثيين ،والملفات الاخرى !