بقلم: كمال فتاح حيدر ..
باختصار يمكننا تشبيه التاريخ الطويل للجامعة العربية بالمسائل الرياضية المعقدة: الحل طويل، والنتيجة صفر. .
سوف يكتب التاريخ بحروف من نور ان جامعة كولومبيا جمعت طلاب جامعات العالم على رأي واحد في المطالبة بحق الشعب الفلسطيني المظلوم. وسيكتب التاريخ بحروف من زفت وكلمات من قطران: ان الجامعة العربية التي يديرها ابو الغيط تخلت تماما عن حقوق الشعب الفلسطيني، وكانت وراء قرارات اجتياح العراق في حروب الخليج الثانية والثالثة. حتى اصبحت لا تجمع ولا تنفع. وهي الآن تدفن رأسها في الطين بعد تآمرها على فلسطين. .
وسيذكر التاريخ أيضاً: أن الجامعات الأمريكية نصرت القضية الفلسطينية، وأوجعت الكيان الغاصب في بضعة أيام، أكثر مما قامت به جامعة الدول العربية على مدى 75 سنة. .
وسوف تتزين صفحات التاريخ بمواقف الجامعات الأمريكية والأوروبية والآسيوية المناصرة لأهلنا في غزة، ويبصق التاريخ على الجامعات العربية التي لم تكن بمستوى الوعي، ولم تكن بمستوى المسؤولية عندما تجاهلت المذابح وتغافلت عن المجازر، ولم تنطق بحرف واحدة، ولم يلبوا دعوات طلاب الجامعات الغربية ومواقفهم الإنسانية. .
في الجامعات الأمريكية يُرفع العلم الفلسطيني محمولا فوق اكتاف الشباب، وقد بلله بعضهم بدموع الانسانية، وانضم اليهم سكان واشنطن. وطلاب من جامعات أمريكية بعيدة. وفي الجامعات العربية يختفي العلم الفلسطيني تماماً بقرارات تبنتها الحكومات العربية. .
لم يخطر على بالنا أنه سيأتي يوم من الأيام تنقلب فيه الأدوار. فيصبح أبناء الغرب أكثر حرقة وغيرة في الدفاع عن أهل غزة. فقد تظاهر كبيرهم وصغيرهم. الطالب والمعلم. النساء والرجال والأطفال. خرجوا جميعهم لنصرة الحق. . في الولايات الأمريكية أصبحت الطالبة التي تم اعتقالها أيقونة نضالية، ورسمها الفنانون في الشرق والغرب مرتدية شعار الحرية الأمريكي كنوع من السخرية من أمريكا التي تزعم أنها قلعة الحرية. وفي البلاد العربية صار الأمين العام للجامعة العربية إيقونة للسخرية والتهكم بسبب مواقفه المتخاذلة. .