بقلم : فالح حسون الدراجي ..
أجزم أن اللاعب الفرنسي عثمان ديمبلي مصاب بداءين خطيرين، أحدهما أخطر من الآخر.. الأول داء الجحود ونكران الجميل، والثاني داء الشعور بالدونية والضحالة حد الإحساس بالتفاهة..
ولعمري أن هذين المرضين كارثيان ومدمران لاسيما حين يفترسان المرء في آن واحد، وسيكون التأثير أشد فتكاً وتدميراً لو استهدفا واستوطنا شخصاً (عاماً )، كأن يكون مسؤولاً في الدولة، أو نجماً من نجوم الفن أو الأدب أو الرياضة..
لذلك كان التأثير السلبي لهذين الداءين الخبيثين على سلوك وأداء وشخصية ( النجم ) عثمان ديمبلي كبيراً، بل وسيتركان أيضاً، ضلالاً سيئة على جمهرة كبيرة من أبناء الجيل الجديد، الذين يقلدون نجومهم وقدواتهم تقليداً نصياً وحرفياً أعمى.. وهنا مكمن الخطورة ..!
والآن دعونا نأتي الى تفاصيل هذين الداءين الخبيثين اللذين أصابا هذا الولد الموريتاني أصلاً والمولود في أحد الأقاليم الحدودية الفرنسية.. فالداء الأول، المتعلق بالجحود ونكران الجميل المبالغ به، اتخذه ديمبلي عقيدة ( أخلاقية ) له، بل وجعله قانوناً لحياته، وقد رأينا ذلك مذ أن احتضنه نادي بوروسيا دورتموند الألماني عام 2016 وجعل منه لاعباً مهماً في فريقه الأول، بعد أن كان يلعب في (الفريق الثاني) لنادي رين الفرنسي، علماً بأن فريق نادي رين بكل خطوطه، لا يساوي قلامة ظفر بين الأندية الفرنسية، ناهيك من المستوى الهزيل لعموم الأندية الفرنسية.. وفي نادي دورتموند حيث نما ديمبلي وكبر، ونمت معه ثقته بنفسه، حتى بات – بفضل مدرب الفريق وتشجيعه – يراوغ ويستعرض ويتفنن، بحيث أصبح محط اعجاب الأندية.. لكن، فجأة حدث ما لم يكن يخطر على بال أحد يوماً، حين منحه نادي برشلونة (العظيم) فرصة العمر، ليلعب في صفوفه الى جانب أفضل لاعب كرة قدم في تاريخ اللعبة ـ ميسي – بحيث أعلن ديمبلي بعظمة لسانه قائلاً: كنت أحلم كثيراً، لكني لم أجرؤ يوماً على أن أحلم بارتداء فانيلة برشلونة، أو اللعب الى جوار ميسي.. !
وبعد ست سنوات في برشلونة، قضاها ديمبلي بين الإصابة والمرض والتمارض وعدم الالتزام بكل شيء، بدءاً من عدم تقيده بالنظام الصحي والنظام الغذائي الى المزاجية في اللعب والتسيب في التدريب وعدم حفاظه على لياقته البدنية ولا على مستواه الفني، بحيث لم يسجل مع برشلونة طيلة ست سنوات سوى 40 هدفاً في 185 مباراة لعبها، أي بمعدل هدف واحد في كل خمس مباريات رغم أنه مهاجم وواجبه تسجيل الاهداف ..!
كما أن ديمبلي قضى أكثر من ثلاث سنوات خارج الملعب، ورغم ذلك كان يتقاضى رواتبه وجميع مخصصاته كاملة، فضلاً عن قيام النادي بدفع جميع تكاليف علاجه.. وما أن تعافى من ( إصاباته) وبات قادراً على اللعب، حتى عقد اتفاقاً غادراً مع رئيس نادي باريس سان جيرمان، بعد إعلان تشافي أمام الجميع أن مشروعه الجديد سيبدأ من أقدام ديمبلي وليس من غيره، وإن رهانه سيكون على ديمبلي شخصياً، ولم يقل تشافي هذا الكلام إلا بعد أن اتفق مع ديمبلي نفسه على هذا المشروع، بل إن ديمبلي أعلن عن سعادته وفرحه بهذا (التشريف) الذي منحه له مدرب برشلونة.. لكن، سرعان ما أدار ديمبلي ظهره لاتفاقه مع تشافي، وقابل معروف نادي برشلونة وأفضاله، برد قبيح، وفعل منافٍ لكل القيم الرياضية والأخلاقية والاجتماعية، بعد أن أجرى اتفاقاً من خلف ظهر تشافي، ووقع عقداً سرياً مع رئيس نادي باريس سان جيرمان ( الخليفي القطري)، فكان انتقاله بمثابة الصدمة التي أدارت رؤوس لاعبي ومسؤولي وجمهور برشلونة الكبير..
وهل انتهى الأمر عند هذا الحد ؟
أبداً .. فهذا الرجل (الذميم اللئيم) يبدو أنه مصر على الجحود ونكران الجميل، فقد قام بالإحتفال بشكل مبالغ فيه عندما أحرز هدفاً في مرمى برشلونة في مباراة الذهاب بربع نهائي أوربا، ثم احتفل أيضاً عندما سجل هدفاً ثانياً في مرمى برشلونة في مباراة الاياب، بل وراح يصفق – ساخراً – من تشافي عندما طرده الحكم، وهو امر لم تألفه التقالية الرياضية السامية والنبيلة.. ولعل الأمر الغريب هنا، أن ديمبلي لم يسجل سوى هدف واحد في 34 مباراة لعبها مع سان جيرمان في بطولات الدوري والكأس الفرنسي، لكنه ( ذبح ) نفسه، وقتلها في مباراتي فريقه مع برشلونة.. والشيء القبيح نفسه فعله في مباراتي باريس سان جيرمان مع بروسيا دورتموند، فقد كان يركض في كل مكان، بل ويلهث مثل (الكلب) ، يعض هذا وينبح في وجه ذاك من زملائه السابقين، وكأنه أدمن على الجحود ونكران الجميل وسوء الأخلاق، لذلك حاول جاهداً أن ينال من فريقه الأسبق دورتموند، مثلما نال من فريقه السابق برشلونة، لكن لاعبي دورتموند لم يمنحوه هذه الفرصة لسوء حظه، فخرج خائباً يجر ( ذيل) الهزيمة والعار..!
أما الداء الثاني، والمتمثل بضعف الشخصية والشعور بالدونية، فقد اتضح ذلك بشكل جليّ حين كان يؤدي سابقاً مراسم الطاعة العمياء لسيده ميسي، وحين نقل خدمة تلك المراسم الى سيده الجديد أمبابي، بل والى (حكيمي) أيضاً، رغم أن حكيمي ليس أكثر من صبي لدى أمبابي.. إنها عقدة الدونية والتبعية ..
وقبل أن أنهي مقالي هذا، أود ان أطرح السؤال الاتي على القراء الكرام وأقول: ما حكاية هذا الـ (ديمبلي) الجاحد البائس والهزيل، ومن أي مستنقع آسن وعفن ينهل ويرتوي.. وما هو التوصيف الذي يليق بمثل هذا الولد العاق، و ( الدوني) أيضاً ؟