بقلم : جعفر العلوجي ..
بسم الله الرحمن الرحيم
(تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)
صدق الله العلي العظيم
تمر علينا اليوم ذكرى آليمة وهي الذكرى الخامسة والعشرين لأستشهاد اية الله العظمى السيد محمد محمد صادق الصدر ونجليه الطاهرين (قدس) على أيدي نظام البعث الصدامي المباد حيث ضرب العفالقة منتهى قيم الانسانية بهذا الاغتيال الجبان لمدرسة ناطقة من العلم ، ليس في العراق وحسب وانما في العالمين العربي والإسلامي، وتمت تصفيته بأمر من رئيس النظام المجرم ، و قد عاش السيد الصدر فترة صعبة وحرجة من تاريخ العراق الحديث، حيث شهد مجموعة من الاحداث السياسية، منها حروب النظام العبثية مع تضييق الخناق على المؤمنين وتصفية الوطنيين ، و لم يكن الصدر غائباً عن الحياة السياسية، فقد كان وليا ومسؤولا ومرجعا ومتصديا لغطرسة النظام بكل ما عرف عنه من شجاعة واباء وقوة في الحجة ارعبت البعث وازلامه وهزت كيانهم
ونحن اذ نحتفي اليوم بهذا المصاب الجلل ، تعجز الكلمات وبلاغة المتحدثين مهما علت مكانتهم ان يجدوا عبارات تليق بشخص الشهيد السعيد ، وعلينا ونحن نستذكر شهادة الصدر الثاني (قدس ) ونجليه ، ان نجتهد في استلهام الدروس والعبر من سيرة قادتنا العظام ونهجهم وفكرهم الخلاق والسامي بسمو علاقتهم الوجدانية الخالصة بالله سبحانه وتعالى قولا وفعلا، ومنهم الشهيد السعيد الصدر الثاني (قدس )، فقد جمعت شخصيته خصال عدة من بينها تواضع الانبياء وهيبىة وانوار المتقين وشجاعة جده (الامام الحسين عليه السلام) ، فقد وهب حياته ودمه قربانا”لله تعالى وفي سبيل وطنه وشعبه ولم يكن يوما خائفا من الموت والغدر بل اعلن عنه مرحبا ومتوقعا وحمل وصيته في كفه الشريف الى الامة في جميع وصاياه وخطبه.
وبذلك كانت تلك الجريمة التي ارادت ان توهن الامة الاسلامية في الصميم، هي قمّة ما وصل إليه النظام الدكتاتوري من غطرسة، إذ أوغل مجرمو البعث الصدامي في القتل والغدر، متوهمين أنهم بذلك يكسرون إرادة الشعب العراقي، ويكمّمون أفواه الحق، مثلما توهموا أنهم بقتلهم السيد الشهيد سيُنهون تراث المقاومة والرفض، ويطفئون جذوة الإيمان والاعتقاد الراسخ، فخاب فألهم وارتدّ إلى نحورهم بل عجل بنهايتهم الشنيعة واي نهاية مخزية.
لقد ترك السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر إرثاً كبيراً في ترسيخ مفهوم العدالة ورفض مهادنة الشر، مثلما عُرف بذلك علماؤنا الفضلاء الكرام رضوان الله عليهم، واليوم في ذكرى رحيله ، اذ نجدد التعازي لسماحة السيد مقتدى الصدر وكل أتباع ومحبي السيد الشهيد، ونحيّي من سار على دربه أو اقتبس من فضائله الممتدة إلى رسالة المصطفى محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وآل بيته المطهرين»، فاننا ندرك ان طريق الصدر مازال عامرا ببركة مثواه وما تركه لنا وان الامة التي انجبته ستفي له بكل ما طلب بان يكون بلدنا عصيا على الغادرين والفاسدين وايتام البعث وسيبقى ذكره يقض مضاجع المجرمين
رحم الله الشهيد الصدر ونجليه يوم ولد وعاش ويوم يبعث حيا .