بقلم: كمال فتاح حيدر ..
نال بعض الطراطير درجة حاخام تثميناً لمؤازرتهم المعنوية لتحركات الخياليم، وذلك بالتزامن مع الهجوم على غزة، ومشاركتهم الروحية في دعم لواء جولاني، ولواء كرملي، ولواء غيفعاتي، فجاء ترتيب الحاخام (هشام البيلي) من مصر الأول على دفعته التوراتية. بينما جاء الحاخام (سالم الطويل) من الكويت في ذيل القائمة المؤطرة بنجمة داوود. فالطويل هو الذي أفتى بعدم السماح للشعوب العربية بانتقاد الجيوش والحكام الذين تقاعسوا عن نصرة غزة، ولم يكتف بذلك بل كفّرَ وهاجم صمود رجال المقاومة الفلسطينية. فتصدرت صورته واجهات الصحف العبرية. .
لم يخجل هذا الطويل (لا أطال الله في عمره) من نفسه، ولم يتراجع عن دعم أجداده (بنو النضير وبنو قينقاع). بل صار اشد ضراوة في الذود عنهم بعد عودة الفريق الطبي الكويتي من غزة. وسماعه بحفنة التراب التي حملها الدكتور الشهم (محمد الكندري) من هناك. فقال عنها (الطويل): (انها بدعة وانحراف عن العقيدة). من دون ان ينتبه (الطويل) إلى انحرافه هو شخصيا عن جادة الصواب. فالراية الفلسطينية والكوفية وصورة الأقصى المبارك وحفنة التراب: هي رموز عربية نعتز بها، مثلها مثل بقية الرموز السيادية والوطنية التي تتفاخر بها الشعوب والأمم. .
مشكلتنا نحن العرب تكمن في سلوك الحاخامات المتسترين بجلباب الإسلام، والذين كانوا وراء الذل والتخاذل والعمالة والانبطاح والتصفيق لجيوش الطغاة والغزاة. .
يفرحون ويستبشرون ويتقافزون كما القرود عندما يسمعون بحملات الصهاينة على خنادق المقاومة الفلسطينية. ويفرحون عندما يسمعون بهجوم الصهاينة على لبنان. ويؤيدون غارات قوات النيتو على القرى اليمنية. ويطيرون من الفرح بخراب سوريا والعراق وليبيا والسودان. وكانوا هم الحاضنة التي انطلقت منها عصابات الدواعش المدعومة اسرائيليا بشهادة هيلاري كلنتون. .
لقد بينت لنا 7 أكتوبر من المنافق ومن المؤمن، ومن على الحق ومن على الباطل، ولو أرادت إسرائيل احتلال الشرق الأوسط بأكمله لن تسمع سوى التنديد والإدانة، بينما القانون الدولي وحقوق الإنسان حبر على ورق. .
كلمة اخيرة: أقوى معركة يقودها العربي الآن هي الثبات على المبادئ في زمن كثرت فيه الفتن. أسأل الله لي ولكم الثبات. .