بقلم: د. محمد نعناع ..
باحث واكاديمي عراقي ..
يواجه تقمص حزب الإتحاد الوطني الكردستاني (اليكتي) لدور الشعور بالمسؤولية في مسألة انتخابات إقليم كردستان، والتموضع في موقع البطل القومي بخصوص حقوق مواطني الإقليم موقفاً حاداً من الحزب الديمقراطي الكردستاني (البارتي) الذي يقدم باستمرار وصفة داخلية واقعية لإعادة الأمور إلى نصابها.
ويسعى البارتي – رغم الضغوط الحالية من كل الجهات- إلى تفريغ الساحة الكردستانية بشكل حقيقي من التأثيرات الخارجية لخوض الانتخابات في الإقليم، ورغم أن هذا المسعى ليس سهلاً لكن السير فيه أفضل بكثير من الانحناء للعاصفة كما يلمح قادة الديمقراطي الكردستاني، وهذا ما يعارضه الإتحاد الوطني وجماعات أخرى تناكف الديمقراطي الكردستاني ولا تقبل إلا بإجراء الانتخابات في الوقت المحدد، وبالاشتراطات المستحدثة التي تفرضها أجندات من خارج الإقليم، وتوفر لها قناعات قانونية المستند الدستوري المؤول، مع الأخذ بنظر الاعتبار إن الديمقراطي الكردستاني لم يعترض رسمياً على التوقيتات الانتخابية بوصفها الزمني وإنما لمعارضتها لاستقلالية القرار والموقف في الإقليم، ولتدخلها في خلق أوضاع جديدة قد تؤثر على التوازنات السياسية السائدة، ومن ذلك ما يتعلق بالأقليات.
لقد ألمح قادة في الديمقراطي الكردستاني في أكثر من مرة إلى أن هناك تلاعباً مقصوداً في الديمغرافية السياسية في الإقليم تحاول فرضه جهات خارجية معتمدة على نفوذها في الإقليم عبر أطراف سياسية فاعلة، وتتخادم هي الأخرى مع أطراف سياسية مؤثرة في المعادلة السياسية الإتحادية، ولهذا السبب جاءت زيارة رئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني إلى طهران.
إن زيارة برازاني إلى طهران بقدر ما تعد زيارة سياسية عالية المستوى فأنها أيضاً تعد إعلاناً لوصم جهات سياسية في الإقليم بالتخادم مع جهات خارجية تعمل على زيادة نفوذها في جميع أنحاء العراق.
ووفقاً لهذه الخارطة من التوجهات فأن الديمقراطي الكردستاني يصارع من أجل:_
اولاً: إحتواء تأثيرات الخارج، من أجل رفع الضغوط على العملية الانتخابية.
ثانياً: إيقاف التأثيرات البينية الداخلية القادمة من المتخادمين الأيديولوجيين في المعادلة الإتحادية مع الأطراف السياسية الكردستانية، وهي تأثيرات يراها الديمقراطي الكردستاني معكرة للتوازنات المحلية.
ثالثاً: تأخير تطبيق القرارات القانونية الصادرة عن المحكمة الاتحادية والمؤسسات المركزية.
إن عملية استغلال اليكتي وجماعات سياسية أخرى للضغوط الحالية على البارتي تفرض على الأخير استثمار علاقاته مع الأطراف السياسية الإتحادية، وتفعيل مناوراته الزعاماتية لضمان التوازن في العملية الانتخابية بما يخدم البيئة الكوردستانية. فللديمقراطي الكردستاني موقعاً متميزا في اللعبة السياسية وبإمكانه التأثير في الانقسامات التي تتصاعد بين اللاعبين الأساسيين في العراق.