بقلم: كمال فتاح حيدر ..
انشغل البرلمان العراقي بدورتيه الرابعة والخامسة في البحث عن مثالب وإخفاقات بروسلي، فتراكمت لديهم الشواهد والوقائع والانتهاكات، لكن محاولاتهم باءت كلها بالفشل الذريع، بعدما تبين لهم انه من المدعومين محلياً وإقليميا ودولياً. وربما منحته القوى المتنفذة حصانة معززة بفرمانات صادرة من القيادات الميدانية العليا للعملية السياسية. .
قرأت قبل قليل خطابا نيابيا بتوقيع نصير الفقراء النائب (حسن سالم) يدعو فيه مجلس الوزراء الموقر لإقالة بروسلي الذي صار عنوانا للمقاومة البيروقراطية. وقرأت البارحة خطابا مماثلا بتوقيع النائب الوطني الغيور (ياسر الحسيني) يطالب بحرمان بروسلي من المشاركة في حلبة الصفقات المفتوحة، واستبعاده مؤقتا ريثما ينتهي التحقيق في العقود التي ابرمها (بروس) من دون علم الوزارة، ومن دون علم ديوان الرقابة المالية. ثم سنحت لي فرصة الاطلاع على عشرات القوائم التي حملت تواقيع النواب تناولوا فيها المطالبات نفسها. لكن رماحهم تحطمت فوق كاسر الامواج، ذلك لأنهم لا يعلمون انه اقوى من البرلمانات، وأعلى من الوزارات كلها. وأعمق غوراً من كل التحالفات العسكرية والمدنية. .
فحتى لو اجتمع البرلمانيون في شرق الارض وغربها. واجتمع معهم مجلس الدوما الروسي لن يستطيعوا ان يزحزحونه خطوة واحدة من مكانه، فقد التصق بعرش المؤسسة التي يديرها بأمر من القوى الكونية في كوكب نيبيرو. وتربطه الآن علاقة مصيرية بالانوناكيز وغير مشمول بنظام المجموعة الشمسية. ويتعذر رصد إخفاقاته بتلسكوب هابل الفضائي. .
من هنا يتعين على اعضاء البرلمان التحلي بالحكمة والكف عن محاولاتهم المتكررة، والتوقف عن هجماتهم. حتى لا يتسببوا بإزعاجه فيأمر بتعطيل برلمانهم، أو يغضب منهم فيقرر تعليق أعمال مجلس الشعب على غرار القرار الأميري الذي قضى بحل مجلس الامة الكويتي لمدة لا تزيد عن 4 سنوات. .
فالرجل اقوى منكم كلكم. واقوى من مجالس المحافظات. واقوى من السلطان محمد علي باشا في أوج عظمته، واشد تغطرساً من قياصرة البلاط الروسي. ويتمتع بصلاحيات قلما تجدها عند السفراء والوزراء والأمراء ووكلاء البطاقة التموينية. فلا تتعبوا انفسكم، ولا تبددوا أوقاتكم. .
يقول الفيلسوف (ألان دونو) في كتابه: نظام التفاهة: (لقد حسم التافهون المعركة لصالحهم هذه الأيام. وتغير الزمن. زمن الحق والقيم). .