بقلم: كمال فتاح حيدر ..
هل تذكرون تهديدات السيسي التي أبدى فيها استعداداته الانفعالية للدفاع عن المدن الليبية البعيدة ؟، عندما قال: (أن سرت والجفرة خطوط حمراء). . اما الآن وبعد اعتداءات السفلة على سيناء، تبيّن أن خطوط رفح مرسومة باللون البمبي، وهكذا كان الانسحاب منها بسرعة البرق امام تحركات الميركافا ؟. فالدبابات الإسرائيلية تتحكم الآن بالمعبر. والمستهتر نتن ياهو يقول: لا توجد أرض محرّمة أو ممنوعة أمام جيشنا، أين ما تطأ أقدام جنودنا فتلك هي أرض اسرائيل. .
يبدو ان السيسي كان يعمل في الخفاء ويكرس جهوده منذ سنوات لهذا اليوم الذي تسقط فيه سيناء كلها بيد رفاقه في تل ابيب. وقد تنازل عنها مسبقا ووضعها تحت تصرف ميليشيات (العرجاني)، بينما واصلت إسرائيل خروقاتها الحدودية المتكررة، وداست على کرامة مصر في انتهاكات صارخة لبنود معاهدات السلام. بينما جاءنا الإعلام المصري برواية جديدة يقول فيها: حتى لو استباحوا مصر كلها بالطول والعرض، لن يحاربهم جيشنا. (احنا مش بتاع حروب). .
في حين تولت أبواق اخرى نشر نظرية تخاذلية جديدة. تقول ان رفح ليست مصرية وأنها فلسطينية تابعة لغزة. فظهر جنود الكيان بعدّتهم وعتادهم داخل سيناء من الجانب الآخر لرفح ملوحين باعلامهم لصناعة نصرهم الوهمي أمام انظار الشعب المصري الذي شهد الانسحاب المُذل لأولاد فوزية امام تقدم الدبابات في رفح التي ادعى الجيش الاسرائيلي طوال 7 أشهر أنها منطقة آمنة، ويلوذ بها الان أكثر من مليون ونصف نازح. ولا طاقة لمستشفياتها ولا طواقمها لاستقبال المصابين والجرحى، ولا مكان آخر يذهب اليه مئات الالاف من الأطفال. وبالتالي فأن من يفرق بين السيسي و نتن ياهو هو اغبى انسان في الكون. لم تعد تكفي عبارات التنديد. ألا لعنة الله عليهما وعلى من يساندهما. .
كنا نسمع من آباءنا واجدادنا عن خيانة الزعماء العرب عام 1948 وتخاذلهم عام 1967. وها نحن نرى خيانتهم امام أعيننا بالصوت والصورة. ونرى كيف يقدمون للعدو كل ما يحتاجه، وكيف يفتحون له حدودهم المرسومة باللون البمبي. .