بقلم : أياد السماوي ..
في باديء الأمر كان رفضكم للعيساوي هو أنّه مرّشح خميس الخنجر ، وخميس رجل مشاريع مشبوهة ، قلنا لكم هذا غير صحيح والرجل تصدّى بنفسه من البداية وأنا أياد السماوي شاهد على ذلك منذ اللحظة التي قررّ فيها النائب سالم العيساوي الترّشح لمنصب رئيس مجلس النواب .. قلتم سيكون أداة بيد خميس الخنجر وخميس سيسوقه في مشاريع سياسية إقليمية معادية للعراق ، وأيضا قلنا لكم هذا غير صحيح الرجل عراقي ووطني كما أنتم بل يفوق عليكم كونه غير متوّرط بملّفات فساد ولا يحمل مشاريع طائفية وليس طائفيا .. تحالفتم مع المشبوه فعلا بالمشاريع والأجندات الخارجية والمدان من قبل المحكمة الاتحادية العليا بجرائم فوق الكبرى ، وانبريتم لتسويقه مجددا وإعادته إلى العملية السياسية التي خرج منها بفضيحة التزوير ، حاولتم سحق قرار المحكمة الاتحادية العليا تحت أقدامكم حين اقترحتم تعديل النظام الداخلي لمجلس النواب من أجل فتح باب الترشيح مجددا حتى يتمكن المخلوع من ترشيح أحدا من حزبه خلفا لشعلان الكريم المنسحب من الترّشح .. قلنا لكم لنمضي إلى الجلسة والذي يأتي بأقل الأصوات يتنازل للذي يحصل على أعلى الأصوات حتى ننتهي من هذه المعضلة التي باتت تهدد سير العملية الديمقراطية .. حتى جاء موعد الجلسة يوم أمس ، وكانت عيون العراقيين منشدّة نحو التلفاز من أجل معرفة من سيكون رئيس المجلس الجديد ، والحقيقة أنّ عملية الانتخاب كانت رائعة وشفافة ومنظمّة بشكل ممتاز جدا ، وانتهت بتقدم النائب سالم العيساوي ب ( ١٥٨ ) صوتا مقابل ( ١٣٧ ) للنائب محمود المشهداني ، ولو أنّ المشهداني قد تصرف بما يمليه الواجب الوطني والأخلاقي وتنازل للعيساوي الذي تقدّم عليه ب ( ٢١ ) صوتا ، لكان قد سجلّ موقفا سيذكره التاريخ ، لكنه وللأسف الشديد قد استهوته لعبة البلطجة والفوضى من أجل عدم إتمام عملية التصويت ، وهذا أيضا موقف سيسجله التاريخ لكن بحروف سوداء .. والجميع يعلم قبل بدء الجلسة أنّ هنالك نوايا مبيتة سلفا لعملية فوضى كبيرة داخل مجلس النواب في حالة تقدّم النائب سالم العيساوي ، كلّ هذا بكفّة وطلب بعض قادة الإطار تأجيل الجلسة بكفّة أخرى ..
الناس تتسائل لماذا طلبت كتلة دولة القانون تأجيل الجلسة ، وهي تعلم أنّ التأجيل يعني عدم انتخاب رئيس جديد للمجلس حتى نهاية الدورة الحالية ، ويؤسفني جدا أن أقول لكم أنّ السبب الرئيس الذي يقف وراء طلب التأجيل ، هو الإشاعات التي يقف وراءها المخلوع بأنّ تحالفا سياسيا قد تمّ بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وبين سالم العيساوي ستنعكس آثاره بالسلب على رئيس تحالف دولة القانون نوري المالكي، وهذا مما دفع المالكي إلى العمل بنظرية عليّ وعلى أعدائي وليأتي الطوفان .. طز بالدستور وطز بمصلحة البلد العليا وطز بالعملية السياسية ، وقد يتصوّر البعض أنّ السماوي بهذا المقال يهاجم أخية نوري المالكي ، وها أنا أقولها للتاريخ ، ليس السماوي من يهاجم المالكي ، لكنها الأمانة التاريخية وقول كلمة الحق .. لقد أخطأت أيها الزعيم خطأ فادحا حين اعتبرت المصلحة الشخصية فوق مصلحة البلد والشعب .. وخذوها مني إن لم تنعقد جلسة انتخاب الرئيس هذا الأسبوع ، فلن تكون هنالك أيّة جلسة حتى نهاية الدورة الحالية ..
أياد السماوي
في ١٩ / ٥ / ٢٠٢٤