بقلم : عمر الناصر ..
لم يعد للاشياء قيمة مادية او معنوية فهي تحولت من مكملات ديمومة واستمرارية الحياة الى الكماليات ، حتى اصبح الاكل جزء من الترف والاسراف واساس تقف عليه لعنة “البرستيج” التي هي سمة يتسم بها اغلب حديثي النعمة ، متناسين سخط الله على الجاحدين الذين قد يكونوا سبباً لا سامح الله في تغيير مسارنا الى الكون خمسة وعشرين “٢٥” ، فالهاتف مثلاً كان له قيمة كبيرة ينطوي ضمن قائمة تصنيف المستويات الثقافية قبل اكثر من ثلاثين سنة، لكن وجدناه اليوم ينتمي لعائلة “البهرجة” والتفاخر والتعالي والغرور وليس من اجل ادامة التواصل والحميمية ، حتى السلطة لم يعد لها بريقاً ورونقاً وهيبة بل هي اصبحت عبارة سجن مفتوح ومحدود الحرية ،لايستطيع اصحابها التمتع بالحياة كبقية افراد المجتمع او كأي انسان يستطيع التجوَل دون حراسات ، او يرتاد المطاعم ويجلس في المقاهي الشعبية والكافيهات ويستيقظ متى يشاء ويلتقي بمن يريد ومتى يريد كجزء ينتمي الى ثقافة الطبيعة المجتمعية.
لم تعد اغلب طبقات المجتمع تكترث لما تتمخض عنه قرارات السياسيين وخصوصاً بعد فقدان الامل بالمطلق بايجاد حلول جذرية لواقعهم المزري ، بقدر اهتماماتهم ببناء جدار نفسي عازل مع من اخفق في تعزيز مستويات معيشتهم الاقتصادية ورفاهيتهم المجتمعية او رفع مناسيب اعادة الثقة بالبرامج الواقعية وليست النظرية ومنهم الطبقة الرمادية، خصوصاً بعد ان تبوأ العراق مراكز متقدمة في ماراثون التنافس على ملئ الكروش وهدر الطعام كمصنف محترف في قائمة الجحود على نعم الله بين دول العالم، حتى بدأ يشغل مراكز متقدمة وفي المركز الأول عربياً والسادس عالمياً من إجمالي ١٦٩ دولة، كأكثر دولة تهدر أكبر قدر من الغذاء لعام ٢٠٢٣ بحسب مجلة ceoworld الأمريكية، مما يعني ان نصيب الفرد لدينا من بقايا الطعام هو ١٢٠ كغم، ما يعكس حقيقة سلوك الجحود تجاه هذه النعمة من خلال التباهي والشراء بكميات تفوق الاحتياجات الأساسية كأنه مهرجان لتنوّع الغذاء في سباق تبذير الاموال .
انتهى ..
خارج النص / مؤشر هذر الغداء التابع للامم المتحدة اشار ان حجم الطعام المهدر يعادل ١٢٠ كغم لكل فرد.