بقلم : فراس الحمداني ..
المنجزات التي تحققت خلال السنوات الماضية للصحافة والصحفيين كثيرة وغير مسبوقة على مدى قرن ونيف من الزمن وتجسدت تلك المنجزات في عهد السيد رئيس إتحاد الصحفيين العرب ونقيب الصحفيين العراقيين الأستاذ مؤيد اللامي الذي عمل جاهداً على توفير كل ما يحتاج إليه صحفيو وإعلاميو العراق من خلال توفير سبل العلاج والدعم المعنوي والمالي لرواد الصحافة الكبار والمبدعين والعمل على ترسيخ المنحة المالية السنوية وتوزيع قطع الأراضي للصحفيين في بغداد والمحافظات العراقية المختلفة . وفي مجال حرية التعبير تعمل نقابة الصحفيين على منع إعتقال الصحفيين ومحاسبتهم في قضايا النشر والإعلام وفق مواد القانون ، وقد وجه رئيس مجلس القضاء الأعلى الدكتور فائق زيدان أن لا يتم توجيه الإتهام أو إستقدام الصحفيين إلى المحاكم إلا بعد تبليغ النقابة بشكل رسمي وهو ما يحدث بالفعل وهو تطور إيجابي يؤكد حرص القضاء على دعم دور الصحافة العراقية وتأثيرها الإيجابي في حركة المجتمع . وقد وصل التأثير إلى مختلف أنحاء العالم حيث جدد الصحفيون العرب ثقتهم بالأستاذ مؤيد اللامي لدورتين متتاليتين كرئيس لإتحاد الصحفيين العرب في إنتخابات حرة ونزيهة وشفافة وكذلك الفوز بعضوية المكتب التنفيذي للإتحاد الدولي للصحفيين ومن هنا يتأكد ذلك النجاح والتأثير ، فقد مثلت نقابة الصحفيين العراق كأحسن تمثيل من خلال نقل الصورة الحقيقية للواقع العراقي في شتى المجالات والمشاركة في القمم العربية والندوات والورش الصحفية والمؤتمرات الدولية . وقد حظي نقيب الصحفيين العراقيين الاستاذ مؤيد اللامي بترحاب كبير وتكريم في أكثر من دولة ومن محفل كان آخرها قبل أيام في المملكة المغربية حيث قلد بتكريم الملك محمد السادس وإحتفلت به الأوساط الصحفية والأدبية والسياسية كممثل للعراق وصورة معبرة عن نجاح وإبداع وتطور غير مسبوق . فهنيئاً للصحافة العراقية والعربية بهذا الحضور وهذا التأثير والنجاح .
تمر الذكرى 155 على تأسيس الصحافة العراقية بصدور أول جريدة عراقية هي الزوراء التي ما تزال تصدر بإنتظام وتغطي الفعاليات المحلية والدولية وقد شهدت الصحافة العراقية أدواراً مختلفة خلال تلك العقود التي مرت من عمر التأسيس وفي عهود الإحتلالين العثماني والبريطاني ، ومن ثم النظام الملكي ، ومن بعده الجمهوري حتى عام 2003 الذي شهد تحولاً كبيراً نحو النظام التعددي الذي أتاح تشكيل الأحزاب وتأسيس الصحف والإذاعات ووكالات الأنباء والقنوات الفضائية التي فتحت أبوابها لجيل صحفي جديد متحمس من الشباب والشابات الذين تعرفوا عن أنماط جديدة في الصحافة من خلال التعامل مع التقنيات الحديثة والسفر والإطلاع على ما شهدته بلدان العالم المختلفة في مجالات تتعلق بالتحرير والتقنيات المتطورة والتدريب والتأهيل الذي إنعكس إيجاباً على واقع العمل في المؤسسات المحلية ومنها بدأ جيل جديد يظهر وينتشر ويبدع ويتطور ويشرف على التحديث في بناء المؤسسات الحديثة وكذلك وضع البرامج والآليات الحديثة التي تمكن وسائل الإعلام من الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المتابعين . حيث تحول الإعلام في العراق إلى مؤسسات إحترافية عاضدها ظهور وسائل تواصل حديثة كالفيس بوك وتويتر وإنستغرام ومواقع ربما وصلت إلى مدى تأثير غير مسبوق إعتمدت في الدعاية والترويج والتسويق وإدارة الحملات الإنتخابية والدعايات التجارية والرياضية بل وفي كل قطاع إقتصادي وتجاري .
عيد الصحافة لهذا العام ينطوي على أهمية بالغة كونه يأتي بعد عشرين عاماً على تجربة الديمقراطية والتعددية الحزبية والإعلامية ، وظهور أفكار وتشريع قوانين تعتني بحرية التدوين والتعبير والوصول إلى المعلومة التي حددتها مواد قانونية في الدستور العراقي ، وقد تأثر الطيف السياسي والثقافي والإجتماعي والرياضي وفي مجالات مختلفة بالعمل الصحفي وأدرك الجميع أهمية الصحافة والإعلام في ذلك ولذلك نجد هذا الإهتمام الكبير بوسائل الإعلام ومحاولة الوصول إليها وإستثمارها بطريقة أو بأخرى ، ومن هنا فإن الصحافة في العراق أصبحت جزءاً من الحالة العامة للدولة وعاملاً مؤثراً في نشاطها الحيوي الفعال . واليوم نحتفل بعيد الصحافة العراقية 155 حيث وصلت الدولة إلى مستوى من الإستقرار العالي والمهنية الكبيرة في إدارة النشاطات الإقتصادية والسياسية وعمليات التحديث والتطوير مع إستلام حكومة السيد محمد شياع السوداني لمهامها وبدأ واضحاً حجم النجاح والتميز الذي يتحقق بجهود هذه الحكومة التي تتواصل الإشادات بها والتقدير لجهودها ولعل من المهم التركيز على الشراكة بين مؤسسات الدولة ووسائل الإعلام لجهة تنوير الرأي العام والكشف عن المهام الصعبة التي تقوم بها الحكومة في مجال الإعمار والبناء . Fialhmdany19572021@gmail.com