بقلم: كمال فتاح حيدر ..
إلى من يقف اليوم مع ضيوف الرحمن في الديار المقدسة، وينادي: لبيك اللهم لبيك. ما أغنت كثرتكم وتزاحمكم وصراخكم ودعاءكم وقد استبيحت دماء اخوانكم وأعراضهم ؟. لعبد واحد مرابط خير منكم جميعا عند الله. .
بينما انتم تتجهزون للطواف بايام الحج طاف اهل غزة من الشمال إلى الجنوب، ومن الجنوب إلى الشمال، وسعوا بين الخيام. وبينما انتم تلبسون ثياب الاحرام، لبسوا الاكفان وألبسوه لذويهم، وقبلوا جباه الشهداء، لقد قدموا انفسهم وأبنائهم فداء لمقدساتهم. .
قالوا لي اطلب من حجاج بيت الله الحرام أن يدعون لأهل غزة، فقلت لهم: بل الحجاج هم الذين بحاجة إلى دعاء أهل غزة، فلا صبر كصبرهم، ولا دعاء كدعائهم، ولا قرب من الله كقربهم. أكبر إنجاز حققته المقاومة انها حررت عقول الناس من الغباء والتخلف. .
تدور الآن ابشع الحروب المدمرة بين مخيمات الجياع. البعض يشارك بالسلاح. البعض بالإمداد والإسناد. البعض بالحصار. البعض بالصمت. البعض بالتمثيل والتهريج. البعض بالدعاية. البعض بالخيانة والعمالة. .
هل تعلمون أن جيش الإحتلال عندما يدخل الضفة الغربية لقتل المقاومين تنسحب أمامهم شرطة محمود عباس، وترشدهم على المواطنين. وعندما ينتهى الإحتلال من مهمته ترجع شرطة محمود عباس للتنكيل بالمواطنين، وتحرص على توفير مستلزمات الحماية للمستوطنين اليهود ؟. .
هل لاحظتم انكم عندما تشاهدون خطابا للمجرم النتن ياهو، تفاجئون بعشرات الآلاف من المعجبين على منصات التواصل في البث العربي للخطاب. ماذا تقولون ؟. هل هذه الاعجابات للخطاب ام للخطيب ؟. ام جهلا من المعجبين العرب ؟. أم ان اعداد الخونة اصبح بهذا الحجم الهائل ؟. .
وتذكروا في الختام: ان كل مواطن في غزة يعلم أنه في عداد الشهداء مع فارق التوقيت، فالغزاويون لا يرجون نصرا ولا عونا إلا من الله. وتذكروا أيضا ان أمتنا اصبحت أمة كالغثاء. لا وزن لها في عداد الأمم بعد غزة. .