بقلم: كمال فتاح حيدر ..
جلس ثلاثة من السفلة في مقهى الحي يتنافسون فيما بينهم للفوز بكأس الخسة والنذالة. قال الأول: أنا أكثركم نذالة، فقال له الثاني: أرنا نذالتك يا صاحبي. فخرج من المقهى وانهال بالضرب المبرح على فتاة كانت في طريقها إلى المدرسة حتى سقطت مغمى عليها. فخرج الثاني ورش عليها الماء حتى استفاقت، ثم انهال عليها ركلا وضربا وهي ممددة على قارعة الطريق حتى فقدت وعيها تماما، وكانت تتلوى وتستغيث من شدة الألم. عاد بعدها إلى جماعته مزهواً بفعلته الدنيئة، قال لهم أرأيتم مبلغ نذالتي. فقال له ثالثهم وكان مستقليا على قفاه من الضحك: أنا أكثركم خسة ونذالة وسفالة، لأن الفتاة التي اعتديتم عليها هي شقيقتي الصغرى. .
كل المشاهد التي نراها أمام أعيننا الآن هي صور حية وواقعية لنذالة الشعوب والأنظمة العربية. .
الأطفال يُطحنون كل يوم بمطاحن حملات الابادة الجماعية المدعومة من القوى الدولية الغاشمة، والشعوب العربية كانت منشغلة بالصفعة التي سددها المهرج (عمرو دياب) لشاب مصري من الصعيد. ومنشغلة بمباريات كرة القدم، وعروض المدن الترفيهية. بينما سارع رئيس اركان جيش الاحتلال بعقد لقاءاته السرية مع قادة الجيوش العربية الداعمة لإسرائيل. القادة الذين لن يبخلوا عليه في الدعم الحربي والاستخباراتي واللوجستي والإعلامي منذ اليوم الاول للمجزرة. والدليل على ذلك ان أبواق التدليس والتلفيق والتفاهة توحدت في مناصرتها لإسرائيل، واتفقت على تشويه صورة المقاومة، بينما انساقت معظم شعوب المنطقة خلف السفهاء والمهرجين والمطبلين والمنافقين الذين لا شغل لهم سوى تشويه صورة الشعب الفلسطيني المنكوب. .
وعلى النقيض تماما خرجت شعوب الارض عن بكرة أبيها للتنديد بسياسات بلداننا الداعمة للنتن ياهو. وتحركت بعض البلدان غير المسلمة في المحاكم الدولية لإدانة جرائم اسرائيل، من دون ان ينطق ابو الغائط بحرف واحد. ومن دون ان تقول البرلمانات العربية كلمتها. .
وهكذا احرز الأعراب المراكز الاولى في العهر والنذالة، ولم يعد وراءهم وراء. ولو كان لسجلات غينيس صفحات مفتوحة لهذا الاختصاص لكانوا يتصدرون قوائم التميز في هذا الاختصاص المتناقض مع ابسط المبادئ الانسانية. .