بقلم: كمال فتاح حيدر ..
اجلس وحدك في ركن معزول من البيت، أو في زاوية هادئة داخل مكتبك. وأطلق العنان لخلاياك الدماغية في البحث والتفكير والتأمل. لابد من طرح التساؤلات التالية على نفسك. حاول ان تجد الجواب عن طريق الحوار الذاتي، بينك وبين نفسك. .
اسأل نفسك: اين اختفت تنظيمات القاعدة ؟. وكيف تبخرت تنظيمات الدواعش ؟. لماذا لم يفزع قادة جبهة النصرة لنصرة اخوانهم في غزة ؟. لماذا لم نسمع هتافات الفصائل الجهادية المسلحة ؟. كيف اختفت ميليشات جند الإسلام ؟، وكيف تلاشى قادة التوحيد ؟. وجند السماء ؟، وجماعة اليماني في العراق ؟، وبوكو حرام ؟، واتباع البيلي ؟، ومن كان على شاكلتهم من السرابيت والعفاريت والهوبيت وسيد الخواتم ؟. وكل الجماعات المضللة الذين كانت تصدح اصواتهم بالجهاد بمكبرات الصوت، وفي الفضائيات، وفي المؤتمرات، وفي اللقاءات المصورة في الكهوف والجبال والوديان والصحاري البعيدة. اين اصحاب اللحى السوداء الطويلة والدشاديش القصيرة ؟. اين الحويني والعريفي والعرعور والزرزور الذين استباحوا دماء الناس من المسلمين والمسيحيين، وكانوا يقطعون رؤوس الأطفال بدم بارد، ولم يسلم منهم الشيخ البوطي وحسن شحاتة ؟. هل كان جهاد هؤلاء ضد العرب وحدهم ؟. لماذا اختفوا فجأة ولم نعد نسمع لهم أي صوت عندما حمى الوطيس واشتد القتال وسقط المدنيين بالآلاف وانهارت سقوف بيوتهم فوق رؤوسهم ؟. .
من هي الجهة أو الجهات التي كانت تموّل هؤلاء وتمنحهم المال والسلاح، وتتابع اخبارهم، وتوفر لهم الغطاء السياسي والحربي ؟. هل كانت واجباتهم مكرسة ضد ليبيا والسودان والعراق وسوريا ولبنان فقط ؟. لماذا لم نسمع لهم اي بيان ولو من سطر واحد ضد اسرائيل؟. .
أيعقل انهم لم يسمعوا حتى الآن بالحرب الطاحنة في غزة ؟. ما سر سكوتهم ؟. هل اتفقت تنظيماتهم المسلحة كلها ضد المسلمين في فلسطين ؟. ام انها كانت متخصصة بتفجير مساجد المسلمين وتهديم الكنائس وارتكاب المجاوز في الأسواق والمؤسسات العربية ؟. ثم اتضح لدينا الآن ان هؤلاء كلهم مجرد طراطير وكومبارس ونماذج كارتونية يتلقون تعليماتهم من أوكار الشياطين والأبالسة. .
نقاتلهم على عطشٍ وجوعٍ وخذلان الأقاصي والأداني، نقاتلهم كأن اليوم يومٌ أخيرٌ ما له في الدهر ثاني. .