بقلم: نبيل العزاوي ..
عاد السيد مسعود بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي ومعه ترنوا العيون لما ستؤول وتؤسس هذه الزيارة المهمة من أبعاد سياسية محلية وإقليمية .
فالسيد البارزاني ليس زعيم حزب وأمة كردية فحسب ، بل ( زعيم قضية ) فتأريخه يجمل توصيفه، ونضاله يختصر مسيرته ، فالقضية تحتاج وجوده ببغداد، فإستشعاره بالخطر المحدق بالعراق يحتّم تواجده
والبحث عن خطط حل جديدة لمجمل خلافات وتصدعات ضربت وتضرب كل البيوتات ودون استثناء .
فالبيت السني في أسوأ حالاته من ٢٠٠٣ وإلى اليوم ، فإستعصى الحل بإختيار رئيس مجلس نواب، وتفاقمت عقدة الوصول لحل مابين القيادات والتي أصرت ولم تتنازل عن مطالبها ، وتعتقد بأحقيتها برئاسة البرلمان ، وهنا أقتضت الضرورة لوجود ( جامعٍ محترمٍ) يحضى بقبول تلك القيادات، وهو السيد مسعود البارزاني الذي أستقبل إستقبالاً مهيباً ، تدرك تلك القوى وتجمع على أهميته وثقله وتأثيره بتقريب وجهات النظر ، وفعلاً حصل ( الوئام الغائب ) مابين كل القيادات السنية فأجتمعت مع السيد البارزاني ، وتفاءل الكل بحل مرضٍ خصوصاً إنها أعلنت وبعد تلك الزيارة مباشرة أن إجتماعاً مهماً سيكون الاسبوع القادم للإتفاق على شخص رئيس البرلمان .
كذلك الإطار التنسيقي وجد بزيارة السيد البارزاني ، فرصة ببالغ الأهمية لتدارك عقد الخلافات التي ظلّت متسيدة المشهد طيلة العشرين سنة الفائتة، فأجتمعت قوى أئتلاف إدارة الدولة معه وبكل قياداتها وتوجهاتها ، وهذا لم يحصل ولأول مرة أن تجتمع تلك القيادات للبحث عن خارطة حل طال إنتظارها ، خصوصاً بعد غياب أهم الأعمدة الشيعية وهو السيد مقتدى الصدر ، والذي بغيابه يعلم الجميع أن هنالك مثلبة كبيرة لايمكن عبورها، فزعامته الدينية والسياسية وبصمته كزعامة السيد مسعود البارزاني ، كلاهما يشتركان بنفس المشتركات ( التأريخ ) و ( النضال ) و ( الموروث ) ويستحقان صفة الزعامة .
فزيارات السيد مسعود بارزاني قليلة وتكاد أن تكون ( نادرة) وحين يأتي فالجميع يدرك أن هنالك أحداثاً ستراتيجية مهمة يجب نقاشها ووضع الحلول الصحيحة لها ، فمن غير المعقول والمقبول أن تبقى المناكفات والصراعات إلى مالانهاية ، ومن غير المقبول أن تبقى المواد الدستورية حبراً على ورق، وهنا مكمن العلل وهذا ماكان يؤشره ويشخصه الزعيم مسعود بارزاني بأن كل المشكلات مابين بغداد وأربيل هي فنية وليست سياسية، وإذا أجتمعت الإرادة والنية فلا مستحيل أو إستعصاء لحلّها ، فمسعف الأزمات والمشكلات قد فعل ماتقتضيه المصلحة العليا للبلاد وجاء لبغداد ، وعلى الكل أن يبدأ بتصفير الخلافات وفق الشراكة التي نص عليها الدستور وترجمة الزيارة لأفعال تحفظ حقوق الجميع .