بقلم: كمال فتاح حيدر ..
اغرب ما سمعناه هذه الايام هو تصريحات (مايك جونسون) Mike Johnson رئيس مجلس النواب الأمريكي، بقوله: (سوف اعتقل أي عضو تسوّل له نفسه مقاطعة خطاب النتن ياهو تحت سقف المجلس، وسوف القي عليه القبض بتهمة ازدراء السامية). حتى الصحف الإسرائيلية أبدت دهشتها من هذا الأمر، فكتبت عشرات المقالات حول الحصانة الاستثنائية التي يحظى بها هذا المجرم في الولايات المتحدة. حيث لا توجد دولة في العالم تمنح هذا النوع من الحصانات للأجانب، علما ان إسرائيل نفسها لن تسمح للرئيس الأمريكي بالتحدث على هواه داخل الكنيست. .
وربما لا تعلمون أن أمريكا لم ولن تسمح للدول العربية بإدانة اعتداءات النتن ياهو على ميناء الحديدة في اليمن. حتى جامعة الدول العربية صمتت صمت القبور، ولم تخرج بأي بيان عن تلك الاعتداءات. .
بات واضحا ان هذا النتن هو (هتلر) المرحلة الراهنة، فهو ابشع عشرات المرات من الفوهرر ، ويتلقى الدعم الحربي من معظم البلدان القوية والغنية والمتنفذة، ناهيك عن دعم الأثرياء والشركات الكبرى وأصحاب المليارات، ولن يسمحوا بهزيمته مهما كان الثمن، وهذا يعني ان أمريكا نفسها ربطت مصيرها بمصير الفوهرر الجديد، وسوف تواصل دعمها له حتى لو اضطرت إلى بيع تمثال الحرية. .
العالم كله يرى الآن بشاعة الجرائم التي اقترفها الهتلر الأمريكي، وسوف تقول شعوب الارض كلمتها في محكمة العدل الدولية، وفي التظاهرات الصاخبة التي اجتاحت الشوارع والساحات خارج البلدان العربية. .
اما الجهاد التعبوي فهو عند العرب مجرد طقوس فولكلورية يؤديها العربي بالطريقة الموروثة. صورة للكعبة في البيت. مسبحة في الجيب. قرآن في السيارة. دشداشة قصيرة، لحية طويلة. مسواك باليد. خاتم عقيق. تقديس يقترب من الصنمية لولي الأمر. لكن معظمهم أجهل من أبي جهل نفسه. . .
الباعث على الحزن والألم ان هذا الهتلر الأمريكي نال من تعاطف الحكومات العربية ما لم ينله 40 الف شهيد فلسطيني وفلسطينية. .
كلمة اخيرة: 111 مليون مصري لا يستطيعون فتح (باب)، و 11 مليون أردني لا يستطيعون غلق (طريق). . نعم انهم العرب.