بقلم: كمال فتاح حيدر ..
إذا كانت المسافة الجوية الفاصلة بين قاعدة كيريا في تل أبيب وميناء الحديدة اليمني حوالي 2000 كيلومترا في الذهاب ومثلها في الإياب، فإن المسافة الإجمالية تزيد على 4000 كيلومترا، وهنا لابد من طرح التساؤلات التالية على ثلاثة بلدان عربية (الأردن – السعودية – مصر) بغية التعرف على دورها في المشاركة بتنفيذ عملية (الذراع الطويلة):-
- من هي الدولة العربية التي فتحت أجواؤها للطائرات المكلفة بإطلاق عشرات الصواريخ على مدينة الحديدة الساحلية غرب اليمن ؟. .
- هل تستطيع طائرة حربية ان تقطع مسافة 4000 كيلومتر من دون التوقف للتزود بالوقود ؟. .
- واذا كانت تزودت بالوقود وهي في الجو، فمن هي الدولة العربية التي سمحت لها بالإرضاع في أجواءها، أو التزود من مطاراتها، أو من القواعد الأمريكية المنتشرة فوق ارضها ؟. .
- هل أنتهكت اسرائيل اجواء ثلاث بلدان عربية ؟. ولماذا لم تحتج تلك البلدان على تلك الانتهاكات التي لابد منها للوصول إلى اليمن ؟. .
- هل غادرت الطائرات الإسرائيلية الغلاف الغازي ثم عادت ثانية إلى اجواء الارض (وهذا هو المستحيل بعينه) ؟. .
- هل أمضت الطائرات رحلتها كلها فوق البحر الأحمر ؟. فإذا كان الجواب بنعم، فهذا يعني انها عبرت اجواء سيناء المصرية، أو انها اخترقت القشرة الأرضية تحت هضبة سيناء، ثم غادرت الطبقات التكتونية لتغوص في البحر، وتعود للقفز والتحليق ؟. .
- واذا كانت الأجوبة كلها بالنفي. فهل انطلقت الطائرات من الحاملة الأمريكية المرابطة في بحر العرب على مسافة قريبة من الحديدة ؟. .
- ثم ما سر سكوت أمين عام جامعتنا التي لا تجمع ولا تنفع ؟. .
تبقى مسألة في غاية الأهمية وهي ان الأردن التي تصدت للطائرات الإيرانية المتوجهة نحو الارض المحتلة، وأسقطتها كلها أو معظمها فوق رؤوس الناس في عمان بدعوى انها لا تسمح لأي دولة بانتهاك اجوائها، فما الذي منع الأردن هذه المرة من التصدي للطائرات الاسرائيلية التي عبرت أجواءها في الذهاب والإياب ؟. آخذين بعين الاعتبار ان الطائرات الأردنية التي اشتركت في تمثيلية انزال المواد الغذائية بالمظلات المثقوبة فوق غزة حصلت على الإذن المسبق من جيش القطعان قبل التحليق فوق خان يونس. .
ختاماً: لابد انكم سمعتم مجرم الحرب المطلوب من محكمة العدل الدولية، وهو يتفاخر بيده الطولى في الوصول إلى أهدافه البعيدة، وذلك بمساعدة المتعاونين معه من أصدقاءه العرب. الذين ابدوا تواطؤهم وتخاذلهم امام كل زناة الليل. وهذا ما شهدت به الفضائيات الإسرائيلية بالصوت والصورة. وشهد به دونالد ترامب قبل محاولة اغتياله. . .