بقلم : محسن عصفور الشمري ..
بسبب الظرف الامني والاقتصادي سافرت حالي حال الملايين من ابناء بلدي واخترت الاردن سنة1997وبقيت فيها حتى احتلال العراق سنة2003.
كنا نسكن في منطقة البرج في مدينة الكرك جنوب الأردن وفي سنة 1999م جلب لنا من سوريا احد الاخوة شريط تسجيل لقصيدة عزاء لاهل البيت(ع)بعنوان(الهي ان چان ماردن لابو أليمة ..اخذ روحي وبغيابه الموت اللي رحمه).
كانت اول مرة نسمع هذه القصيدة وفيها محاكاة لمعاناتنا في البعد عن الاهل والوطن والظلم والجور الذي نعيشه بسبب الحكم والحصار الدولي المدمر الذي بدأ مع كارثة غزو صدام للكويت سنة1990م.
تاثرنا جميعا ومنا من اخذت دموعه تنساب لا اراديا بغزارة ومنا من اخذ يضرب على رأسه وعلى صدره وتميز واحد منا بشدة تأثره وبكاءه حتى نام على وجهه وهو يبكي ويصرخ بصوت عالي حتى خمد صوته فجأة فتوجهنا نحوه وتداركنا حالته بالماء والضغط على صدره بسبب الإغماء الذي حل به من شدة التأثر بالقصيدة.
لم تمضي سنة واحدة على هذه الحادثة حتى قام هذا الشخص الذي اغمي عليه بعملية نصب واحتيال واسعة على مجموعة من العراقيين القريبين منه ولحسن الحظ لم اكن من بينهم.
علما بأن عمليات التزوير والتهريب والنصب والاحتيال كانت شائعة وواسعة وتجري على قدم وساق من الكثير ولا تمر ايام إلا ونسمع حالة من هذه الحالات وللأسف بعد الاحتلال اصبح كثير من هؤلاء الشياطين الأنسيين واجهات رسمية متقدمة واقتصادية ضخمة لمكونات السلطة الإسلامية والعلمانية والليبرالية.