بقلم : عمر الناصر ..
لم يمر على حادثة سقوط طائرة الرئيس الراحل ابراهيم رئيسي اقل من ثلاث اشهر كانت قد سبقتها عملية اغتيال محسن فخري زاده ، كبير العلماء النوويين الذي قاد مشروع الملح الاخضر في عام ٢٠٢٠ ، حتى تسارعت الاحداث واعقبها اغتيال اسماعيل هنية ،ما يثير علامات استفهام ويرفع من التوتر الذي قد يوسع رقعة الصراع الموجود في منطقة الشرق الاوسط، في وقت تثار تساؤلات عدة تخص تلك العملية ان كانت بطائرة مسيرة او بصاروخ ذكي موجه من دولة مجاورة ،فاذا صدقت الرواية الثانية والتي استطيع وصفها بأنها” مستبعدة ” لكون ليس من مصلحة اي دولة مجاورة القيام بأي عمل عدائي ضد طهران دون مبرر او مسوّغ شرعي لذلك الفعل بل من السذاجة التفكير بهكذا سيناريو يكون الغرض منه خلط الاوراق والتمويه والتشويش، وتأثير تداعياته ستجر ويلات مستقبلية ليست مع ايران فحسب بل مع العالم العربي والاسلامي بشكل عام، وبالمجمل هو فعل استفزازي كبير للاخيرة ومحاولة سحبها لمساحة اوسع في حرب غزة غير كلاسيكية كما اعتدنا عليها مفادها رسالتين ، الاولى ايصال رسالة جادة لايران بانه اصبح من السهولة الوصول لعمق مراكز صنع القرار السياسي والامني، والثانية رسالة ضغط على طهران من اجل تغيير سياستها مع محور المقاومة الذي يعد هو الحلقة الاقوى الموجودة في منطقة الشرق الاوسط.
ان خرق السيادة الإيرانية في اكثر من حدث يعني بأن هنالك اصرار على الاستمرار بالتصعيد المبرمج والممنهج، وهذا يتطلب من طهران الوقوف لوهلة لمعالجة الثغرات الموجودة في المنظومة الامنية والاستخبارية التي لديها، سواء كانت الثغرة نتيجة ضعف التنسيق بين الاجهزة الاستخبارية مع مؤسسة الدفاع الفضائي الايراني او غير تلك الاجهزة الحساسة، والوقوف على الاخطاء السابقة ابتداءا في عمليات اغتيال الخبراء والعلماء النوويين الايرانيين، وانتهاءا بالاغتيال الاخير المتهم الاكبر فيه اسرائيل، من الضروري جداً لايران الاستمرار باستراتيجية التحرك الاستباقي للدفاع عن الحدود الاقليمية من خارج اراضيها،سيما انها الحادثة الوحيدة التي لم تتبناها اسرائيل ، فقد تكون عملية جس نبض عابرة للحدود لمعرفة اقصى رد فعل لطهران بعد حادثتي المطار في بغداد واستهداف القنصلية الايرانية في دمشق، في وقت تغتنم فيه اسرائيل فرصة الوهن السياسي في ادارة بايدن قبل الوصول لمعركة طحن العظام ،وبغض النظر عن ان كان الفاعل داخلي ام خارجي في عملية الاغتيال هذه ،فهذا سيؤدي الى اعادة النظر ومراجعة لفكرة فتح مكاتب لحماس في بعض الدول العربية التي قد تواجه صعوبات جمة بسبب هاجس ينتاب الدول المضيفة لهم من توتر العلاقات مع الولايات المتحدة واسرائيل ، وخصوصاً تلك التي لديها اتفاقيات وعلاقات سرية وتعاون وشراكة معهم من تحت الطاولة.
انتهى ..
خارج النص // البعد الامني وبعد التحدي كان واضحاً في عملية الاغتيال الذي طال دولة المؤسسات .