بقلم: كمال فتاح حيدر ..
نحن حين ننعى استشهاد (ابو العبد). هذا القائد المتواضع والمناضل الصادق المعروف بدفاعه المستميت عن شعبه، والمعروف بعفته واستقامته واصراره على مواصلة الكفاح المسلح لتحقيق النصر المؤزر منذ اليوم الذي كان في المراحل الدراسية الاولى، فانما ننعى مقاوماً شجاعاً شديد البأس لا يهاب الموت، وهو ليس الفارس الاول الذي اغتالته جيوش القطعان بهذا الأسلوب البشع، فقد سبقته قافلة من الشهداء الذين تمت تصفيتهم بشتى الطرائق الهمجية. لكن تلك الجرائم لن ولم تزد الشعب الفلسطيني إلا ثباتا وصمودا وإصرارا وعزيمة حتى يسترد ارضه كلها، وحتى ينال حريته كاملة. ولن يتراجع خطوة واحدة إلى الوراء بعد هذه الجريمة النكراء. وهي بالتأكيد لن تؤثر على إرادة رجال المقاومة في مواجهة العصابات الفاشية، التي لا تقيم وزنا للأعراف والشرائع الإنسانية. .
بات واضحا الآن ان نتنياهو يرفض التفاوض، ولا يعبء بالأسرى اليهود، ولا يريد لهذه الحرب ان تنتهي. لأن نهاية الحرب تعني نهايته، ولأن نجاح المفاوضات تعني هزيمته. وهو الآن يعد العدة إلى إضرام نيران الحروب والمعارك في عموم بلدان الشرق الأوسط، ويسعى لجر المنطقة إلى توترات طويلة الأمد. لذلك كان يحرص اشد الحرص على تعطيل المفاوضات، بينما تواصل القوى الدولية الغاشمة تعزيز ترسانة القطعان باحدث الطائرات والصواريخ والتقنيات الحربية المتقدمة. ولديهم الآن اكثر من جسر بحري وبري مع أوروبا وأمريكا، ولديهم جسورا بحرية وبرية مباشرة مع مصر والأردن. ناهيك عن التنسيق الأمني المعلن بينهم وبين السلطة الفلسطينية التي يقودها عباس. .
وفيما يلي اهم الاستنتاجات المترتبة على حادث الاغتيال:
- تزايد ضراوة المقاومة العربية في كل المحاور القتالية. .
- تصاعد وتيرة التوجهات الهمجية في حسابات قادة جيوش القطعان. .
- ظهور بوادر لحلف جديد يضم امريكا واسرائيل ومصر والأردن لمواجهة ايران والعراق واليمن ولبنان وسوريا والاستيلاء على ثرواتها. .
- التمهيد لعودة الدواعش وتفعيل عملياتهم الأرهابية في البلدان الحاضنة للمقاومة. .
- تنفيذ سلسلة من الاغتيالات السياسية داخل الارض المحتلة وخارجها. .
- اقحام البلدان العربية والإسلامية البعيد عن محاور الصراع في ازمات داخلية وخارجية تجعل شعوبها منشغلة بمشاكلها. .
- الاستمرار بتجميد دور الجامعة العربية، وتجميد نشاطات منظمات المجتمع المدني. .
وبالتالي فان بلدان المنطقة برمتها تقف أمام أخطار داهمة. وتتربص بها تهديدات مرعبة، ومشاريع تهديمية مدمرة قد تسفر عن تقسيمها وتجزئتها إلى دويلات ضعيفة وعاجزة ما لم تكن حازمة في التصدي لتلك التهديدات التي باتت وشيكة الوقوع. .
وقديما قالوا: الضرب بالميت حرااااام. . .